سحب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي رسميا ترشحه لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في جوان القادم "منعا لانقسام" الأصوات، وقال إنه سيدعم المرشح الإصلاحي الآخر رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي. وجاء في بيان لخاتمي الذي اجتمع أول أمس بجمعية "علماء الدين المجاهدين" التي ينتمي إليها، أن "حسين موسوي لديه المؤهلات الضرورية لتغيير الوضع الحالي"، وأنه رغم خلافاتهما "يدافع جديا وسيدافع عن الحقوق الأساسية والحريات.. وسمعة البلاد الدولية". وتقلد حسين موسوي رئاسة الوزراء بين عامي 1981 و1989 تاريخ إلغاء المنصب، وجاء ترشحه مفاجئا بعض الشيء لخاتمي حسب مصادر إيرانية. وقالت ذات المصادر، إن خاتمي مهّد منذ البداية لإمكانية انسحابه حين قال الشهر الماضي "إما أنا أو حسين موسوي.. لا يمكن أن نخوض الانتخابات سوية". وحسب نفس المصادر فإن خاتمي بقوله إن ترشح مير حسين "أقل كلفة بالنسبة للإصلاحيين" إنما أشار إلى من يعارضون ترشحه هو بين المحافظين، وهو ما جعل مراقبين يرون أن حظوظ رئيس الوزراء الأسبق أوفر من حظوظه هو. ويخوض السباق إصلاحيٌ آخر هو رئيس البرلمان الإيراني السابق مهدي كروبي، وهو مرشح دعاه خاتمي إلى التعاون مع موسوي، وكانت تلك إشارة منه حسب نفس المصادر إلى أنه يفضل انسحابه لصالح رئيس الوزراء الأسبق. وترأس خاتمي (65 عاما) إيران بين عامي 1997 و2005 وأثار عهده آمالا بإطلاق إصلاحات كبيرة خاصة بين شرائح الشباب والنساء. وكان من بين التغييرات التي أحدثها تعيين وزيرة لأول مرة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، لكن إيران شهدت بعد عام من تقلده السلطة تقريبا سلسلة اغتيالات طالت كتابا قوميين وليبراليين اتهمت فيها عناصر مارقة في الاستخبارات الإيرانية. وأذابت فترة خاتمي بعضا من الجليد الذي اعترى علاقات إيران بالغرب، وهي علاقات عادت لتوتر مع بداية فترة الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي لم يعلن بعد ترشحه للانتخابات، ويعتقد أنه يحظى بدعم مرشد الثورة علي خامنئي صاحب القول الفصل في المسائل الجوهرية بما فيها الملف النووي. وخاتمي أستاذ فلسفة عرف عنه شغفه بكتاب مثل ديكارت وتولستوي وغوته، ومن بين كتبه "من عالم المدينة إلى مدينة العالم"، وهي دراسة عن الفلسفة والتفكير الغربيين.