عقد وزراء الخارجية العرب أمس بالدوحة الاجتماع التحضيري للقمة العربية الدورية الحادية والعشرين لبحث مواضيع جدول أعمالها وفي مقدمتها موضوع مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط والتي ستتصدر جدول أعمال القمة العربية المقررة غدا بالدوحة. وافتتح الاجتماع وليد المعلم وزير خارجية سوريا التي كانت تترأس قمة العام الماضي بالتعرض إلى موضوع المصالحة العربية مشيرا إلى أن العرب ما زالوا "في بداية الطريق على أمل إنجاز المصالحة العربية الشاملة". ولمح إلى موضوع مذكرة اعتقال البشير الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية محذرا من المخاطر التي تحيق بالسودان وطالب بإصدار إعلان من قمة الدوحة يشير إلى التضامن العربي مع السودان. واعتبر أن ما يهدده "يهدد الأمن الجماعي العربي". وأشاد ب"التقدم الحاصل في العراق ولبنان والصومال" ودعا إلى دعم جهود المصالحة الفلسطينية، وعبر عن ارتياح سوريا للجهود العربية لتنفيذ مقررات قمة دمشق وجهد الأمين العام للجامعة عمر موسى في هذا المجال. وسلم المعلم رئاسة الاجتماع إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني معبرا عن أمله في أن يتحقق المزيد من الإنجازات في ظل رئاسة قطر للقمة. وشدد وزير الخارجية القطري على أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية تتطلب وحدة الصف والتصدي للمخاطر والتحديات الكبيرة، مشيرا إلى أن أمام الاجتماع جدول أعمال مليئا بالملفات الشائكة وفي مقدمها الملف الفلسطيني والسودان والعراق والصومال "وهي تحتم علينا التوصل إلى نتائج إيجابية لها وحلول رغم صعوبتها". وتطرق إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وقال إن الهدف منه كان النيل من صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته لكنه شدد على فشل إسرائيل في تحقيق هذا الهدف. وفي موضوع الملف السوداني قال إن "السلام والعدالة هدفان متلازمان لأي صراع سواء في دارفور وغيرها". وعبر عن أسفه لأن قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة الرئيس البشير أتى "في وقت تصاعدت فيه جهود قطر وبتنسيق مع الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي وتجدد الأمل بعد التوقيع على اتفاق حسن النوايا في الدوحة وتوقيع خمسة فصائل مسلحة(من دارفور) على اتفاق في طرابلس أكدوا فيه التزامهم بعملية السلام بدارفور". وفي الملف العراقي رحب الشيخ حمد بن جاسم بجهود الحكومة العراقية في تعزيز المصالحة والوفاق الوطني باعتبارها السبيل للحفاظ على وحدة أراضي العراق. ورحب بانتخاب الشيخ شريف باعتباره خطوة إيجابية تجاه السلام ودعا الفصائل الصومالية لنبذ الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية. ومن جهته قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الجامعة تنسق في موضوع الاتهام الموجه للبشير مع الاتحاد الأفريقي مشيرا إلى أنه "أثار الكثير من الدهشة والغضب أيضا ووضع المحكمة موضوع تساؤل من زاوية ازدواجية المعايير". وقال إن الأمر يتطلب الاستثمار الأمثل لما هو مطروح من مخارج على الساحة الدولية والتعاون مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وفي موضوع الصومال قال إن هنالك توافقا على الرأي "بأن هنالك اختراقا جديا في الصومال عبر انتخاب الرئيس شريف شيخ أحمد وتشكيل حكومة وإحراز بعض التقدم". وقال إن "أمامنا عملا جديا فيما يتعلق بما جرى في غزة، مشيرا إلى أن التقارير تشير إلى جرائم خطيرة واستخدام أسلحة ليست محرمة بالنص لكنها واسعة التأثير لضرب المدنيين وإحداث الأثر العدواني المطلوب. ومن جهة أخرى أعلن مصدر رسمي مصري أن الرئيس حسني مبارك لن يشارك في قمة الدوحة. وجاء ذلك عقب مشاركة الناطق باسم وزارة الخارجية حسام زكي في الاجتماع التحضيري للقمة بدلا من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. وقالت مصادر في القاهرة إن ذلك "يعبر عن فتور في العلاقات بين مصر وقطر" مشيرة إلى وجود نوع من الاختلاف في وجهات النظر منذ حرب جويلية على لبنان عام 2006 وتكرر أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.