احتجت مجموعة من المستثمرين الشباب على الشروط الردعية التي تضعها البنوك لتسهيل القروض لهم والتي ما زالت تثقل كاهل الراغبين في خلق مؤسسات خاصة، وبالخصوص تلك المتعلقة برهن مسكن للاستفادة من القرض، فهذا الشرط يعتبره المقاولون مجحفا في حقهم كونه من غير المعقول على حد قولهم، مطالبة شاب بطال لا يحتكم على قوت يوم واحد أن يرهن مسكنا لا يحلم حتى باكتسابه في يوم من الأيام بالنظر إلى غلاء المعيشة و الظروف القاسية التي بات يتخبط فيها المواطن البسيط فكيف له أن يرهن ما لا يمتلك، فقد أصبحت البنوك تضع العقبات في طريقهم كما أن هذه الشرط لا يمكنه أن يدفع بوتيرة العمل لتجسيد المشاريع. فبالإضافة إلى هذا التعجيز الكبير يجد الشباب المستثمرون عقبات أخرى لا تقل تعقيدا للوضع عن غيرها، إذ و بعد شق الأنفس للحصول على قبول الملف من وكالة دعم تشغيل الشباب بعد مطابقته للبنود المنصوص عليها يصاحبه تأخير لدراسة الملفات المودعة لدى الوكالة لأزيد من سنة مما يجعل أسعار التجهيزات يرتفع و يحسب كل ذلك في الأخير على المستفيد الذي رغم تسوية وضعيته مع كل الجهات لم تفده و لن يجني نفعا إلا المتاعب و الخسارة، فقد وفّى كل الشروط اللازمة من دفع الحصة الأولية المطالب بها و كذا المساهمة في صندوق الضمانات ودفع مبلغ كراء محل تجاري لمدة خمس سنوات و بعد أداء كل هذه المهام يتساءل المغلوبين على أمرهم ماذا سيكون مصيرهم هل ستذهب كل متاعبهم و مصاريفهم هباء منثورا، فإذا ما بقيت البنوك متشبثة بشرطها الذي لا يقوى عليه إلا ذوي المال فان حالهم سيتوقف و سيجدون أنفسهم في نقطة الانطلاق مكتوفي الأيدي لا محال. فمن غير المعقول على حد تعبير أحد الشباب المشتكون، أن يطالب والداه برهن مسكن يجمع كل أفراد العائلة ليجدوا أنفسهم يوما في الشارع. هذه الوضعية حطت من عزيمة الراغبين في خلق مشاريع استثمارية من شانها خلق العديد من مناصب العمل و من تم امتصاص شيء من البطالة ومن اجل ذلك يناشد مجموعة الشباب السلطات للتدخل وإيجاد حل لهذه المعضلة التي لا يقوى عليها من هو في بداية الطريق و لو كان عنده خاتم سيدنا سليمان، فهذا الشرط أصبح بحد السيف بالنسبة لهم.