خيبة أمل كبيرة أصابت كل من حضر أو شاهد مقابلة الوفاق سهرة أول أمس أمام ممثل الكرة التونسية الترجي الذي كان أكثر إرادة وعزما في كسب أوراق اللقاء وسط غياب نفسي واضح لرفقاء بلقايد لم يفهمه أحد من على المدرجات المكتظة بملعب النار والذي استطاع الفريق التونسي من إطاحة أسطورته وإطفاء ناره إلى حين. رهن حامل اللقبين الأخيرين في منافسات كأس رابطة العرب حظوظه في الدفاع عن تاجه والمرور إلى الدور النهائي عقب انهزامه بملعبه وأمام جمهوره سهرة أول أمس في لقاء ذهاب الدور النصف نهائي أمام فريق الترجي التونسي الذي خرج تحت تصفيقات الآلاف من الجماهير السطايفية التي صبت جام غضبها على رفقاء الحارس فراجي والمدرب عز الدين آيت جودي الذي حمله الأنصار مسؤولية الانهزام، حيث ظهرت التشكيلة السطايفية بوجه غير معهود لا سيما على خط وسط الميدان، ما سمح للضيوف ببسط سيطرتهم على مجريات اللقاء وتحمل الدفاع المحلي عبء المقابلة أمام الهجمات المتتالية للقاطرة الأمامية التونسية بقيادة الثلاثي إينرامو، الشايب والدراجي الذين كانوا سما قاتلا للعيفاوي ورفقائه، في مقابلة كبيرة جدا التي أدارها عن حكمها عبد الله الهيلالي من سلطنة عمان الذي كان النقطة السلبية في اللقاء حيث تجاوزته الأمور بعد احتسابه هدفا أولا للضيوف قبل أن يتراجع عن قراره وتغاضيه عن العديد من التدخلات الخشنة من الجانبين كادت أن تخرج المقابلة عن إطارها الرياضي. اللقاء على العموم كان سريعا من جانب الضيوف الذين أرادوا ضمان التأهل إلى الدور النهائي من سطيف وقبل لقاء العودة المنتظر بعد 15 يوما بملعب المنزه بالعاصمة التونسية، رغبة رفقاء إينرامو في الفوز بدت واضحة منذ الدقائق الأولى من خلال الخطة الهجومية البحتة مكنتهم من الوصول إلى مرمى فراجي في الدقيقة الخامسة بعد كرة ثابتة نفذت على الجهة اليمنى الدراجي يصعد فوق الجميع وبرأسية يسكن الكرة داخل الشباك وهو الهدف الذي رفضه الحكم المساعد بحجة التسلل جعل اللقاء يتوقف لمدة تقارب الخمس دقائق جراء احتجاجات العناصر التونسية، الهدف غير المحتسب كان بمثابة إنذار للعناصر السطايفية التي بدت عليها نوع من التخوف والارتباك، وهو ما تجلى من خلال الكرات الضائعة والتمريرات العشوائية، عكس أشبال فوزي البنزرتي الذين قدموا نسوجا كروية جميلة وبناء هجمات منظمة بسيطرتهم على خط وسط الميدان وكانت الدقيقة 19 ثان إنذار لفراجي الذي أنابت عليه العارضة الأفقية بعد قذفة صاروخية من إينرامو. وإذا كان للحارس فراجي عان الأمرين رفقة دفاعه أمام الآلة التونسية، فإن العكس تماما بالنسبة للحارس التونسي القصراني الذي ظل في راحة تامة، فباستثناء لقطة واحدة قادها حاج عيسى في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى لم تصله كرات تستحق الذكر، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر استفاقة من جانب أصحاب الأرض خلال الشوط الثاني بقيت دار لقمان على حالها، بالرغم من إجراء آيت جودي تغييرات على تشكيلته بإقحام حيماني أديكو وفاهم بوعزة، حيث بقيت زمام الأمور بين أيدي التونسيين الذين تمكنوا من الوصول إلى مرمى الوفاق في الدقيقة 74 عن طريق الدراجي الذي اغتنم ثغرة في الدفاع السطايفي بعد كرة مرتدة لم يترك أي فرصة لفراجي وزملائه بعد أن رفعها فوق رأس الحارس. بعد هذا الهدف حاولت التشكيلة السطايفية تدارك الأمور غير أن قوة الخصم على مستوى خطوطه الثلاثة حالت دون ذلك، وبقيت النتيجة على حالها إلى أن أعلن الحكم نهاية اللقاء تحت سخط كبير من جانب أنصار الوفاق، في انتظار ما ستسفر عليه مقابلة الإياب.