قرر أمس الاستشفائيون الجامعيون وقف الإضراب على مستوى الخدمات الصحية بالمستشفيات والهياكل الأخرى، مع الإبقاء على مقاطعة امتحانات طلبة العلوم الطبية، وعلى أن يتواصل على هذا المستوى وعلى مستوى الخدمات الصحية بالمستشفيات والهياكل الأخرى أيام : 25 ، 26 و 27 أفريل الجاري، وسيتجدد الموقف في الجمعية العامة التي ستنعقد في اليوم الأخير من هذا الإضراب المقرر. هذا ما قررته جمعية عامة للاستشفائيين الجامعيين، عقدت صباح أمس بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، حضرها حوالي 500 أستاذا وأستاذا مساعدا في العلوم الطبية و"دوسانت"، حيث تقرر وقف الإضراب عن العمل بالمستشفيات والهياكل الصحية الأخرى، من هنا لغاية يوم 25 من الشهر الجاري، أين ينطلق إضراب جديد من ثلاثة أيام، يشمل الخدمات الصحية وامتحانات طلبة العلوم الطبية، وهي أيام : 25 ، 26 و 27 أفريل الجاري، وعلى أن يختتم هذا الإضراب بجمعية عامة لكل هذه الشرائح الطبية الثلاث، مثلما هو معتاد، يقيم فيها الإضراب ، وتطرح وتناقش وتتخذ فيها القرارات الجديدة. ونشير إلى أن الجمعية العامة المنعقدة أمس قد عاشت نقاشا كبيرا، تميز بعدة تدخلات واقتراحات، كلها كانت مصرة على مواصلة الاحتجاج والإضراب، من أجل تكثيف الضغط على وزارتي الصحة والتعليم العالي، والسلطات العمومية المعنية، منهم من اقترح الدخول من الآن في إضراب شامل على مستوى الخدمات الصحية والتعليم العالي بكليات الطب، ومنهم من اقترح هذا وبالموازاة معه مقاطعة كافة النشاطات واللقاءات التقنية التي تنظمها الوزارة ويكون الاستشفائيون الجامعيون طرفا فيها، ومنهم من اقترح مقاطعة امتحانات الطلبة والخدمات الصحية، ومقاطعة الدروس والمحاضرات وكافة النشاطات الأخرى، ولكن الجمعية العامة في النهاية رأت أنه من الأفيد التريث قليلا حتى تستقر الأمور على مستوى ما بعد الانتخابات الرئاسية، لأن المزيد من الاحتجاج في هذه الفترة الزمنية الحالية لا يجدي نفعا، وهذا بالضبط ما جعل هذه الشرائح الثلاث توقف إضرابها لمدة زمنية تقدر بحوالي 15 يوما، وقد أجلته مثلما رأينا إلى غاية الأسبوع الأخير من الشهر الجاري. ونشير إلى أن عددا معتبرا من طلبة العلوم الطبية حضروا صباح أمس إلى المدرج الجامعي الذي اجتمع فيه المضربون بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، وقد عبروا ل "صوت الأحرار" عن قلقهم الكبير إزاء هذه الإضرابات التي مثلما قالوا كانوا فيها ومازالوا هم الضحية الأولى، حيث حرموا حتى الآن من اجتياز عدة امتحانات، كانوا خصصوا لها جهودا مضنية ومتعبة للغاية، والعملية مازالت متواصلة، وحتى هذه اللحظة مثلما يقول هؤلاء الطلبة والطالبات لا أمل لهم في الخروج من هذه الكماشة المستمرة التي وضعوا فيها، التي يمثل الأساتذة أحد فكيها، ووزارتي التعليم العالي والصحة فكها الثاني. الطلبة الذين التقينا بهم وعددهم كبير، قالوا نحن بحكم المنطق متضامنون مع أساتذتنا من أجل تحقيق مطالبهم التي هي مطالب مشروعة وعادلة، ونقبل بالتضحية بعض الشيء، لكننا نرفض رفضا قاطعا أن نكون نحن من يضحي في كل وقت، ويدفع ثمن كل شيء، دروسنا تتراكم علينا دوريا، وامتحاناتها كلها مؤجلة، وحتى أساتذتنا الذين نحن متضامنون مع مطالبهم، لا يشعرون بما نشعر به من قلق وحيرة واضطرابات نفسية بسبب كل هذه التأجيلات المتكررة لامتحاناتنا، التي في كل الأحوال نحن نعد لها وتكلفنا في كل مرة جهودا خارقة للعادة. وما يؤسف له حسب هؤلاء الطلبة أن الأساتذة المضربين لا يقدرون الجهد الكبير المضني الذي نبذله نحن استعدادا لكل امتحان من كل الامتحانات المؤجلة، بسبب مقاطعتهم لها وعدم إجرائها لنا، وما نأسف له أكثر أن الأساتذة لايعلموننا مسبقا بما ينوون القيام به، بل يتركوننا هائمين ، لا ندري ماذا نفعل، وتلك هي الصورة الأخرى لمصيبتنا معهم حسب ما قال أحدهم. وفي نفس الفترة التي يقاطع فيها الاستشفائيون الجامعيون امتحانات طلبة العلوم الطبية، ويستعدون لخوض إضراب آخر نهاية الشهر الجاري، هددت أمس أيضا الإتحادية الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، المنضوية تحت لواء نقابة "سناباب" في بيان أصدرته أمس، وتسلمت "صوت الأحرار" نسخة عنه، بإقرار حركة احتجاجية في الاجتماع الذي ستعقده يوم الخميس المقبل، وهو نفس الموقف المعبر عنه أيضا من قبل النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، الذين يستعدون هم كذلك للدخول في إضراب عن العمل من أجل افتكاك المطالب المهنية الاجتماعية المرفوعة.