تجاوزت أمس أسعار النفط 53 دولار في ظل معطيات تتحدث عن ارتقاب لجوء منظمة "أوبك" إلى تخفيض إنتاجها خلال اجتماعها المنتظر شهر ماي القادم إضافة إلى تحقيق البنك الأمريكي "غولدن ساش" لنتائج إيجابية، موازاة مع ذلك واصل سعر الدولار تراجعه بعد أن أظهر تقرير حكومي أن مبيعات التجزئة الأمريكية انخفضت على غير المتوقع في مارس الماضي. بلغ سعر برنت بحر الشمال بسوق لندن بالنسبة لتسليم شهر ماي المقبل 53.26 دولار للبرميل مسجلا بذلك تحسنا ب 1.12 دولار، وبدوره انتعش سعر لاسيت سويت الأمريكي بسوق نيويورك ب 66 سنتا ليستقر عند 50.71 دولار للبرميل، أما سعر سلة منظمة "أوبك" التي تضم 12 نوعا فقد إنخفض إلى 51.92 دولار بعدما عادل 52.26 دولار الخميس الماضي. ومن بين العوامل التي ساهمت في تحسن أسعار الخام، تفاؤل المستثمرين الناجم عن التحسن الذي عرفته البورصات أمس إضافة إلى النتائج الإيجابية التي سجلها البنك الأمريكي "غولدن ساش" حيث أعلن عن تحقيق فائدة بلغت 1.81 مليار دولار خلال الثلاثي الأول وهي فائدة فاقت كثيرا توقعات السوق، إضافة إلى تحسن الواردات الصينية والمواد الأولية على رأسها النحاس، ناهيك عن التصريحات التي أوردها الممثل الدائم لإيران في منظمة "أوبك" الذي لم تستبعد امكانية خفض الانتاج في الاجتماع المنتظر شهر ماي المقبل. موازاة مع ذلك واصل سعر الدولار تراجعه أمام الين بعد أن أظهر تقرير حكومي أن مبيعات التجزئة الامريكية انخفضت على غير المتوقع في مارس الماضي، وهبط الدولار بنسبة 0.4 بالمئة إلى 99.67 ين كما واصل اليورو تراجعه الطفيف مع الدولار، مع العلم أن محللون استطلعت وكالة "رويترز" اراءهم كانوا قد توقعوا ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 0.3 بالمئة بالنسبة لشهر مارس. من جهتها، خفضت أمس إدارة معلومات الطاقة الامريكية توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2009 بمقدار 180 الف برميل يوميا من تقديراتها السابقة فيما يتوقع ان ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 1.7 في المئة هذا العام، وأعلنت الوكالة أنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط في عام 2010 الى 85.22 مليون برميل يوميا أي بزيادة قدرها 70 الف برميل يوميا عن توقعاتها في الشهر الماضي بسبب تعافي نمو الاقتصاد العالمي الى 2.6 في المئة، جاء في التقرير أن "أسعار النفط الاعلى والتغير في مشاعر السوق إلى توقعات أقل تشاؤما قد تعكس أيضا اعتقاد السوق بأن سياسات الانعاش الاقتصادي من جانب البنوك المركزية والحكومات أبطأت من التراجع في الطلب بل وحسنت فرص الانتعاش الاقتصادي وبالتالي زيادة الطلب على النفط." وتوقعت إدارة معلومات الطاقة ان ينخفض انتاج اوبك من النفط بمقدار 130 الف برميل يوميا هذا العام عن التقديرات السابقة واعتبرت "انخفاض انتاج النفط الخام للدول الاعضاء في المنظمة ساهم في خفض امدادات البترول العالمية مما عوض بدرجة كبيرة تراجع الطلب على النفط نتيجة للركود الاقتصادي العالمي" وينظر الى انتاج النفط في الدول غير الاعضاء في "أوبك" على انه سيبلغ في المتوسط 49.77 مليون برميل يوميا في عام 2009 بزيادة قدرها عشرة الاف برميل يوميا عن التوقعات السابقة لادارة معلومات الطاقة.