يصر المغرب في كل مرة على إقحام الجزائر في الصحراء الغربية، وذهب بيان وزارة الخارجية والتعاون إلى تقديم قراءة مضللة ومغلوطة للائحة الأخيرة لمجلس الأمن1871 التي صادق عليها بالإجماع نهاية الشهر الماضي، وتجاهل كليا جبهة البوليساريو ولم يذكرها تماما رغم أنه جلس معها إلى طاولة واحدة لإجراء مفاوضات كانت أخرها سلسلة المحادثات التي بدأها في جوان 2007 وتوقفت في مارس 2008. كعادتها حصرت المملكة المغربية النزاع حول الصحراء الغربية مع الجزائر، واوحت في بيان نشرته وزارة الخارجية والتعاون أن الجزائر هي المعنية بالصراع الصحراوي الذي دخل عامه ال34 سنة، ولم تتوقف الوقاحة المغربية عند هذا الحد بل راحت لتحرف وتزيف الكلمات حيث عوضت الصحراء الغربية بال"الصحراء المغربية". وتجاهل بيان وزارة الشؤون الخارجية المغربية جبهة البوليساريو مع أن اللائحة إضافة إلى اللوائح والقرارات الأممية السابقة أشارت إليها كالطرف الوحيد المعني بالنزاع الصحراوي وإلى مقترحها المقدم منتصف شهر افريل من سنة 2007 كما أبان مرة أخرى حالة التناقض والتخبط التي يعيشها العرش مع أن المغرب وافق على الجلوس إلى الممثل الشرعي للشعب الصحراوي دون طرف ثالث تحت المظلة الأممية عدة مرات آخرها في جوان 2007 تاريخ أول جولة من مفاوضات منهاست قرب نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية وتوقفت في مارس من العام الفارط. وأبدى المغرب تعنته مرة أخرى حين أكد تمسكه بمقترحه القائم على فكرة الحكم الذاتي وهو ما يعكس مواصلته لسياسة الهروب إلى الأمام وأصر على تجاهل بصورة كلية حق تقرير المصير للشعب الصحراوي في حين أن اللائحة التي صادق عليها مجلس الأمن بإجماع ذكرت هذا الحق ثلاث مرات. كما ادعت المملكة أن الجزائر لا تتعاون مع المفوضية السامية للاجئين مع أن مسؤولي المفوضية خلال زيارتهم أشادوا بالمساعدات التي تقدمها السلطات الجزائرية ل158 ألف لاجئ فروا إلى الجزائر بعد احتلال أراضيهم سنة 1975، ولم تتوقف عند هذا الحد بل راحت تزعم أن الصحراويين يتعرضون للاحتجاز في مخيمات تندوف.