ملت منسقة الإعلام بالمهرجان العالمي للسينما بالداخلة الاسبانية كريستينا ماتشادو المغرب مسؤولية المعاناة التي يعيشها العب الصحراوي في مخيمات اللاجئين بسبب ما وصفته تماطل المغرب في تحديد تاريخ استفتاء تقرير المصير معتبرة المهرجان فرصة لمعايشة المعاناة ووضع العالم في الصورة الحقيقية لما يحدث. حاورتها بمخيمات اللاجئين الصحراويين مسعودة بوطلعة * باعتباركم المنسقة الإعلامية للمهرجان كيف تقيمون التغطية الإعلامية لهذه الطبعة مقارنة مع الطبعات السابقة؟ ** متفائلة جدا بحجم التغطية الإعلامية لهذه الطبعة، خاصة بعد العدد الهائل والحضور القوي للوفود المشاركة والذي بلغ رقما غير متوقع فقد فاق 400 مشارك من 14 دولة ومن 4 قارات، بالتالي أرى أن التجاوب الإعلامي مع المهرجان هذه السنة أكبر من السنوات الماضية وهو يتضاعف عاما بعد عام، مثلا نشاهد حضور قوات إعلامية لأول مرة، بل إن المهرجان حظي بتغطية مؤسسات إعلامية سواء صحافة مكتوبة أو سمعية بصرية معروفة وأكثر انتشارا. * ما هو ا لجديد هذه السنة على مستوى التواجد الإعلامي للمهرجان؟ ** ركزنا في هذه الطبعة السادسة على تغطية المهرجان عبر شبكة الانترنت لأنها الوسيلة الأكثر تطورا وانتشارا وسهولة في العالم وهي طريقة جادة وبسيطة وحديثة، فالعالم كله مرتبط بها بشكل كبير وهذا ما نحتاج إليه ليس فقط من أجل التشهير بالمهرجان للرقي به إلى مستوى أكبر عالميا والتعريف بأهدافه خاصة وانه ينظم في منطقة بعيدة ونائية ويجب أن نتخطى الأبعاد المحلية إلى أخرى إنسانية وعالمية لكن أيضا هو فرصة للتعريف بالشعب الصحراوي واكتشاف عاداته وتقاليده، كما أنه مناسبة لانفتاح العالم وداعمي حقوق الإنسان على القضية الصحراوية. *إذن في رأيكم في المهرجان يؤدي دورا ايجابيا في التعريف بقضية الشعب الصحراوي؟ ** واحدة من الأهداف الأساسية للمهرجان هي القيام بنشاطات فنية وثقافية متنوعة والاستمتاع بالنتاج السينمائي العلمي في كل جوانبه، لكن الهدف الرئيسي للمهرجان يبقى التعريف بالقضية الصحراوية على المستوى العالمي وإيصال الصورة الحقيقية للواقع الصحراوي للعالم أجمع خاصة الظروف التي يعيشها هذا الشعب والوضعية غير العادلة التي يفرضها الاحتلال المغربي هذا الأخير الذي يواصل التماطل بشأنها وتعطيل إجراءات الاستفتاء من أجل تقرير المصير في كل مناسبة ويستمر في التأجيل في كل مرة. إنها فرصة لشرح أبعاد القضية الصحراوية وما يعانيه هذا الشعب المضياف والبسيط والذي يعيش ظروفا صعبة هنا في مخيمات اللاجئين. * ما رأيكم في الشعب الصحراوي الذي يصبر على هذه الظروف غير الإنسانية تماما؟ ** إنها مشاركتي الثالثة في هذا المهرجان وأصدقك القول أن واحدا من أهم الأشياء التي أثرت بي وجعلتني متعلقة بهذا المهرجان، هي العلاقة الخاصة جدا التي تنشئ بين المشاركين والعائلات المضيفة خاصة وأن الظروف المعيشية تتسم بالبساطة والتواضع وقلة الإمكانيات ورغم ذلك فالعائلات تستقبلنا بكل فرح وسرور وتقوم بكل المجهودات لتلبية احتياجاتنا والوقوف على طلباتنا والسهر على راحتنا وما يبقى عالقا في قلبي دائما وأنا أغادر المخيمات هي تلك المعاملة التي نحظى بها ليس كزائرين بل كنت دائما ابنة لإحدى العائلات المستضيفة. *إذن فالمهرجان فرصة لكم لاكتشاف وتقاسم الهموم مع الشعب الصحراوي أيضا؟ ** الواقع المهرجان والسينما والفن ما هي إلا مبررات و أسباب للإقامة مع الشعب الصحراوي لأيام لنكتشف فحوى القضية الصحراوية على حقيقتها والتعرف عن قرب على ثقافته وعاداته وتقاليده وتقاسم همومه وأحلامه، كما أن العيش هنا يفتح إدراكنا على معاناة الصحراويين وعمق المأساة وكذلك على خطورة ما يقوم به المغرب من تأجيل للاستفتاء والوقوف أمام تقرير الصحراويين لمستقبلهم. إنها فرصة لنا وللعالم للإحساس الإنساني بالشعب الصحراوي وفهم أهدافه واختياراته في الحرية والعيش في كرامة وأمن، إن اكتشاف كل هذه الأمور ترك في نفسي وفي كل المشاركين أثرا بليغا جعلني أعود في كل مرة بالإضافة إلى أنني اسبانية والعلاقات التاريخية بين اسبانيا والشعب الصحراوي وما فعلته اسبانيا هنا ولا يسعني إلا أن أقول لهم شكرا لكم..