حمل الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر فرنسا مسؤولية مباشرة على رفض مجلس الأمن الدولي إدراج مسألة حماية حقوق الإنسان ضمن مهام بعثة الأممالمتحدة لإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو".واتهم الوزير الأول الصحراوي "فرنسا بالتستر على الجرائم المغربية في الصحراء الغربية" بعدما سعت داخل مجلس الأمن الدولي إلى "الحيلولة دون إيجاد آلية لحماية حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية المحتلة". وقال عبد القادر طالب عمر على هامش المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية أنه "كان بالإمكان التقدم في مجال حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة لولا التدخل الفرنسي الذي حال دون ذلك". وأضاف أن "فرنسا التي تتظاهر بالدفاع عن حقوق الإنسان هنا وهناك ظهرت في مجلس الأمن وحيدة تدافع بطريقة مكشوفة عن الاحتلال المغربي وتتستر على جرائمه في الصحراء الغربية". وطالب الوزير الأول الصحراوي الحكومة الفرنسية بتصحيح موقفها من مسألة حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بعدما وقفت حجر عثرة أمام المساعي الرامية إلى توسيع صلاحيات البعثة الأممية إلى الصحراء الغربية من أجل استفتاء "مينورسو" لتشمل حقوق الإنسان. وتنادي عديد المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة إيجاد آلية لحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة في ظل التصعيد الخطير لحملات القمع المغربية ضد المدنيين الصحراويين العزل. وهو المطلب الذي رفعته مرارا جبهة البوليزاريو لكنه لم يجد آذانا صاغية في أوساط المنظمة الأممية بسبب دعم قوى عظمى للطروحات المغربية على حساب حقوق الشعب الصحراوي وهو الدعم الذي يستغله الطرف المغربي للمضي قدما في سياسته الاستعمارية. وهو الواقع الذي استنكره الوزير الأول الصحراوي وقال انه يؤثر سلبا على مجهودات تحقيق السلام في المنطقة". ودعا عبد القادر طالب عمر الحكومة الاسبانية المسؤولة تاريخيا عن تسوية النزاع ومعاناة الشعب الصحراوي ب"اتخاذ مواقف أكثر وضوحا وجرأة للدفاع عن هذا الشعب كما يفعل الشعب الاسباني المتعاطف دوما مع القضية الصحراوية العادلة". وطالب المجتمع الدولي بالعمل على احترام حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية مما سيهيئ الظروف لإنجاح المفاوضات المقبلة بين الطرفين، جبهة البوليزاريو والمغرب. من جهة أخرى أكد مدير المهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية خافيير كوركويرا بأن التظاهرة "نجحت إعلاميا وأرغمت المغرب على إقامة مهرجان مواز له في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية". وقال بأن "الرد المغربي السريع بإقامة مهرجان مضاد في مدينة الداخلةالمحتلة هو اعتراف ضمني بالإنجازات الكبيرة التي حققها المهرجان إلى حد الآن". وأكد بأن اللجنة التنظيمية ستعمل جاهدة في المناسبات القادمة على جلب أكبر عدد ممكن من المشاهير لتوجيه أنظار العالم إلى حقيقة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. وأضاف كوركويرا "لقد عملنا في المهرجان السادس للسينما على وضع حجر الأساس لمدرسة متعددة الاختصاصات السينمائية التي سنقيمها قريبا في مخيمات اللاجئين الصحراويين وهذا ما سنتابعه لأننا نعتبر ذلك إنجازا مهما في هذا الاتجاه". من جهته أكد أحمد بن كاملة مدير المركز السينمائي الجزائري أن "الأبواب مفتوحة للصحراويين من أجل الاستفادة من التجربة الجزائرية في الميدان السينمائي". كما عبرت زهية بن شيخ مديرة ترقية الفنون بوزارة الثقافة الجزائرية على هامش زيارتها إلى المخيم التقليدي المقام بالمناسبة وكذا الورشات التكوينية في مجال السينما "عن إعجابها الشديد بقوة إيمان الشعب الصحراوي من أجل انتزاع حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال". وأضافت بأنه "رغم كل الصعاب وقساوة الطبيعة فقد لمست عند الشباب الصحراوي روح التحدي والرغبة من أجل التعلم والوصول إلى أعلى المستويات في الفن السابع لغاية واحدة وهي إيصال مطالب هذا الشعب إلى العالم".