في جلسة ثقافية بمكتبة الشهاب بباب الواد أول أمس قدم القاص خالد بوعلي أول مولود إبداعي له الموسوم "الباب الآخر " ليسجل وبعد 25 عاما من كتابته لنصوصه القصصية المميزة دخوله إلى عوالم النشر والكتابة الأدبية في الجزائر و تتضمن مجموعته القصصية التي تقع في 158 صفحة نخبة من النصوص القصصية القصيرة وهي محاولة للتقرب من ضوء الباب الذي نقف خلفه أو ربما وراءه حتى لا نقع في ظلام الصمت والإنصياع لحماقة الواقع الرتيب والصدأ وبأناسه المرغمين على التنفس في احتشام و تبدو شخصيات المؤلف خالد بوعلي متناقضة تصطدم برنين الواقع وآهاته وتخاريفه وما ينسجه من حولنا من متاهات في المعنى واللامعنى الذي يغلف علاقاتنا كما تصطدم الشخصيات التي تبدو صامتة وتصرخ بأعلى صوتها حتى الخرس وتتداخل عندها الماضي بالحاضر والأسطورة بالواقع والخرافة بالحقيقة وأضاف القاص خالد بوعلي "هناك أبواب غير غير مرئية وخفية تفتح على مغارة العالم الذي نعيشه " في "الباب الآخر " يتقاطع الألم الدفين بالحزن والحلم في توليفة ملفتة يوشحها اليأس وانهيارها الداخلي المؤسس على رتابة الراهن البارد هي لوحات قصصية بناء الواقع الذي يعاني فيه أبناؤه وتعبير عن العذاب الذي يكتنف الإنسان منذ فجر الميلاد والظلمات الأولى منذ سقوط آدم من السماء ورحلته الطويلة هي المأساة المتجددة فينا تحت مسميات عديدة وأوضح القاص خالد بوعلي أنه يكتب وفقط دون أن يضع في إعتباره أي تصنيفات وأطر نقدية أكاديمية وهو يصيغ نصوصه الثكلى يدخل في تفاصيل النفس البشرية المحملة بآهات الأجداد ومطبات الوعي وشروخه ،ويتفادى كما يشير القاص الوقوع في فخ الكتابة الهلوسية ويرى أن نصف التاريخ البشري أكذوبة لأنها تبجل وتقدس المجرمين لن حسبه ثمة تناقضات ونحن بصدد كتابة التاريخ الإنساني المليء بالحروب والدماء وذلك بسبب دوامة الصراع على السلطة والقوة ولو على حساب الإنسان وروحه وبالتالي تؤدي الذاتية والتقديس إلى تشويه التاريخ وتجميله بالزيف ليفقد المعنى والوجود الإنساني ماهيته . وأكد القاص أن مسؤولية العالم الحكيم كبيرة في تصحيح المسارات وذلك من خلال إضهاره للحق والعدل ,لو كان الحاكم طاغية لا ينصت لصوت العلم والحكمة التي يكتنزها المثقفون والعارفون ويتحقق ذلك بشرط الحرية وأضاف العدالة هي الحكمة وكشف القاص أن أعماه القصصية مستقاة من شخصيات تغلف مجتمعنا بكل ما يحمله من تناقضات قام بملاحظتها ومتابعتها في مسارات عديدة حتى تلاسم ملامح الشخصيات في مخيلته وأشار أن حضور عنصر النور في مجمل قصصه له دلالة وبعد قيمي رفيع لأن الإنسان حسبه بدون نور وفي العتمة سيغرقه في اللاتوازن واللاوعي وكشف في سياق استعراضه لمجموعته القصصية مساره الإبداعي حيث يهتم بالمسرح الذي كتب فيه 20 نصا مسرحيا تم إنتاج 4 منها ومنها مسرحية " بلا عنوان" للمخرجة صونيا