أكد الخبير الأمريكي "ايان ليسر" مستشار خاص ب "جرمان مارشال" والمكلف بالدراسات الإستراتيجية والدولية بالولاياتالمتحدةالأمريكية أن الجزائر مدعوة مثلها مثل دول الحوض المتوسط إلى الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي وذلك في ظل غياب إستراتيجية أمريكية واضحة في المنطقة على عكس أوربا التي استطاعت أن تفرض سياسة معينة بحكم التقارب الجغرافي والتاريخي الذي يربطها بدول شمال إفريقيا ودول المتوسط على وجه العموم. تصريحات الخبير الأمريكي جاءت خلال الندوة التي نشطها أمس بفندق الهيلتون حول "الاستراتجيات الأوربية والأمريكية بالبحر المتوسط بين منافسة وتكامل"، حيث أوضح المتدخل أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالرغم من نقص تجربتها على مستوى حوض المتوسط، إلا أنها تبدي اهتماما كبيرا بدول هذه المنطقة وفي هذا السياق بالذات قال "إن الجزائر باستطاعتها أن تنظم إلى حلف الشمال الأطلسي بصفة ثنائية في انتظار أن تلحق الدول المجاورة لها بالركب، في وقت يجب أن نعلم فيه أن مصلحة أمريكا بالمنطقة قوية جدا وهذا ما يبدو واضحا من خلال المناورات التي قامت بها قوات الحلف الأطلسي بالتعاون مع القوات البحرية الجزائرية". وردد المتحدث قائلا "نحن على استعداد لكل الاقتراحات من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار تعاون استراتيجي وفعال، فيما تبقى فرنسا الشريك الاستراتيجي لأمريكا لأننا نتقاسم معها عددا من القضايا ذات الاهتمام الدولي". وفي سياق متصل أكد ايان ليسر أن أمريكا لم تتمكن إلى حد الساعة من إرساء إستراتيجية شاملة في حوض المتوسط، كما اعتبر أن مكافحة الإرهاب وقضايا الأمن الطاقوي وكذا التصدي للهجرة غير الشرعية تعد من أهم القضايا التي يجب أن يخوض فيها مختلف الشركاء على مستوى البحر المتوسط مع إشراك الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبار أنها عضو فعال في حلف الشمال الأطلسي. واستطرد الخبير الأمريكي موضحا أنه من أولويات السياسية الخارجية الأمريكية هو تحسين وتطوير العلاقات مع أوربا، لا سيما وأن العالم يعرف عديد من الأزمات كارتفاع أسعار الطاقة وأسعار بعض المواد الاستهلاكية الضرورية. ولم يتردد المتحدث في التأكيد بأن أمريكا متخوفة من مشروع الاتحاد المتوسطي الذي تقدمت به فرنسا والذي لم تتضح معالمه إلى حد الساعة، مع العلم أن الفكرة تعد "ساركوزية" بالدرجة الأولى وبالتالي -يقول الخبير- فإنه من واجب الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تطلع على تفاصيل هذا المشروع لأنها معنية كذلك بالأمر لأن مصلحتها قوية بمنطقة حوض المتوسط. واعتبر ايان ليسر أن الاهتمام الأمريكي بدول الحوض المتوسط نابع من وجود منافسة قوية على المنطقة، خاصة وأن عددا من القوى العالمية تسعى لفرض نفوذها هناك مثل روسيا، الهند والصين في إطار دعم التعاملات التجارية والاستثمارات الاقتصادية، لذلك فإن الحديث عن أحادية قطبية في الوقت الراهن أمر غير وارد لأن العالم بصدد مواجهة تعددية قطبية. أما فيما يخص الأمن الأمريكي، فقد أكد الخبير أن الأمريكيين يهتمون أكثر بالأمن الاقتصادي، فيما لم يخف تخوف الولاياتالمتحدةالأمريكية من هجمات إرهابية في المستقبل على غرار ما حدث في 11 سبتمبر 2001 وذلك بسبب ظهور قوى نووية جديدة على مستوى الشرق الأوسط ودول الخليج، حيث نجد إيران ومصر وغيرها من الدول التي بدأت تتحكم وبشكل كبير في الطاقة النووية.