استقبلت تومي، المخرج الجزائري الأصل، رشيد بوشارب بداية الشهر الجاري لتهنئته على إنتاجه السينمائي الجديد الموسوم ب"نهر لندن"، وهو الفيلم الذي دخل مسابقة "الدب الذهبي" بمهرجان برلين، مع فيلمين عربيين آخرين من لبنان هما: "سمعان بالضيعة" للمخرج سيمون الهبر، والفيلم الروائي الأول للمخرجة اللبنانية "سابين الجميل" بعنوان"نيلوفر"•• فيلم "نهر لندن" من إنتاج مشترك جزائري، فرنسي وبريطاني•. كان قد طرحه بوشارب على طاولة وزيرة الثقافة قبل أشهر لتلقي الدعم في إطار اتفاقية الإنتاج السينمائي المشترك بين الجزائر و فرنسا، وهو ما حصل بالفعل.. حيث منحت الوزارة، بوشارب دعما ماديا معتبرا ساهم في إطلاق الفيلم إلى العالميّة بميزانيّة إنتاج قدّرت ب 2 مليون أورو• ومن المنتظر أن يرفع الستار على فيلم بوشارب الجديد عشية اليوم ببرلين في عرض أوّل ضمن مسابقة المهرجان الذي سجّل هذه السنة تقديم رقم قياسي من الأفلام السينمائية التي تجاوزت 6 آلاف فيلم، اختير منها 386 فيلما للعرض وسيتم عرضها 1286 مرة في الأقسام المتنوعة للمهرجان• وهذايعني أنه سيتم يوميا عرض 32 فيلما كل يوم، إضافة إلى 679 فيلما إضافيا يشاهدها مشترو الأفلام في سوق الأفلام الأوروبية، وهو ما يمثل الجانب التجاري من المهرجان.. الأمر الذي يرفع العدد الإجمالي الذي سيعرض من الأفلام إلى حوالي 89 فيلما يوميا• بما فيها فيلم "نهر لندن" الذي يروي قصة عثمان ، البالغ من العمر 60 عاما وهو مسلم يعيش في فرنسا، يسافر إلى لندن للاطمئنان على أبنائه المفقودين في أعقاب هجوم إرهابي عام 2005 على المدينة، وهناك يلتقي بالسيدة "صومارس"، البالغة من العمر55 عاما مسيحية، تعيش في انجلترا•• فقدت أطفالها هي الأخرى بعد الهجوم، فتتشكل علاقة ودية بينهما بعد أن تقاسما الحلم في العثور على أطفالهم على قيد الحياة. وخلال هذا اللقاء، تسقط كل الحواجز بينهما من مسافة وديانات• ويعتبر هذا الفيلم ثاني تجربة باللغة الانجليزية ينجزها رشيد بوشارب، الذي اختار كلا من "برندا بليثن" الحائزة على جائزة "غولدن غلوب"ورشحت لأوسكار أفضل ممثلة عام 1997 عن فيلم"أسرار و أكاذيب"، و"ستيغوري كويات" المشارك في فيلم "سنغال الصغيرة"، لتأدية ادوار البطولة. ويضم فريق التمثيل أيضا الجزائري سامي بوعجيلة، رشدي زيم، وبرنارد بلنكن، وفرانسيس ماجى وغيرهم من الممثلين من فرنسا و بريطانيا• للإشارة فقد سبق لبوشارب أن قدم أعمالا عن الهوية والبحث عن الجذور وتميط اللثام عن كثير من الحقائق في الماضي كما في فيلمه "سينغال الصغيرة"، وفي فيمله الأخير "لا نديجان" أو "بلديون" الذي يطرح الدور الذي لعبه الجزائريون والمغاربة عسكريا بجانب فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية• الفيلم عرض في مهرجان كان السينمائي عام 2006 ونال أبطاله الخمسة مجتمعين جائزة أفضل أداء تمثيلي•