دعا حسان حطاب، مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، في تسجيل صوتي حديث، بثته أول أمس بعص القنوات، ما بقي العناصر المسلحة إلى تسليم أنفسهم، مؤكدا على أنه لم يعد هناك أي مبرر للقيام بعمليات إرهابية ضد المسلمين بالجزائر• كما وجه تحذيرا للشباب من مخاطر الفتاوى والادعاءات المغرضة الصادرة عمن وصفهم بمشوهي الدين الإسلامي• وهذا النداء هو الثاني يوجهه حطاب في ظرف أقل من أسبوعين، وقد تزامن مع إرادة عبرت عنها السلطات العمومية وفعاليات المجتمع المدني والسياسي حول استمرارها في العمل بمشروع السلم والمصالحة الوطنية• جدد مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسان حطاب، في تسجيل صوتي جديد بثته بعض القنوات الفضائية الأجنبية، مساء أول أمس، دعوته إلى باقي العناصر الإرهابية للعدول عن العمل المسلح والعودة إلى أحضان المجتمع، مؤكدا على أنه "لم يبق أي مبرر لعناصر التنظيم المسلح القيام بأعمال إرهابية أو تفجيرات عنيفة ضد المسلمين بالجزائر"، كما ثمنّ من خلال نفس النداء استجابة عدد من عناصر التنظيم المسمى ب"القاعدة في المغرب الإسلامي" لدعوته التي أطلقها في 28 جانفي الماضي، وفي مقدمتهم أمير كتيبة الأنصار المكنى بأبي تميم الذي سلم نفسه لمصالح الأمن بولاية تيزي وزو مؤخرا• كما تضمن نداء حطاب، الذي سلم نفسه لمصالح الأمن في سبتمبر 2007، نداء إلى عموم الشباب يحذر بموجبه من مخاطر الإنصات لفتاوى وتوجيهات من أسماهم بمشوهي سمعة علماء الإسلام، وذلك من خلال فتاواهم التي لاتستند إلى الفقه، داعيا من يفكرون في حمل السلاح واستهداف المواطنين الأبرياء ومؤسسات الدولة إلى التراجع عن هذه الأفعال التي تستبيح دماء المسلمين، خاصة في ظل مساع فاشلة أرادت من خلالها التنظيمات الدموية تجنيد عناصر جديدة من الشباب• وكان مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد أطلق نداء توبة منذ أسبوعين عنونه ب"البراءة" يدعو من خلاله الإرهابين إلى الإسراع للعودة إلى أحضان المجتمع، من خلال الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وهو النداء التي قالت بشأنه مصادر قريبة من اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ بنود ميثاق السلم والمصالحة الوطنية أنه بمثابة مؤشر قوي عن وضع حد للجدل القائم حول استفادة حطاب من مشروع المصالحة الوطنية، الذي بقي عالقا إلى حد الآن، خاصة وأنه يواجه العديد من التهم والإدانات القضائية ذات صلة بنشاطه الإرهابي بمجالس قضاء العاصمة وتيزي وزو وسعيدة• وتتزامن نداءات حسان حطاب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل المقبل، بالإضافة إلى بروز إرادة قوية عبرت عنها السلطات العليا للبلاد في أكثر من مرة، تؤكد استمرار العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بدءا بخطابات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في خرجاته الأخيرة، مرورا بالوزير الأول، أحمد أويحيى، الذي عبر عن ذلك صراحة أثناء عرضه لمخطط عمل حكومته بغرفتي البرلمان، وهو نفس الموقف الذي أبدته غالبية الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني• كما يتزامن ظهور حسان حطاب مع استحداث اللجان من قبل مصالح الأمن وباقي السلطات العمومية للاتصال بعائلات الإرهابين ومعارفهم وحثها على إقناعهم بالدخول في مسعى المصالحة الوطنية، وهي إجراءات يرى متابعون ومحللون للشأن الأمني الجزائري أنها خطوات من شأنها حل الأزمة•