في تعليقها حول الكتاب الذي صدر مؤخرا بباريس تحت عنوان "الصديقة الجميلة" الذي تعرض لسيرة وزيرة العدل وحافظة الأختام الفرنسية ذات الأصول المغاربية رشيدة داتي، قالت بعض وسائل الإعلام الفرنسية إن هناك سرّين اثنين يعرفهما الرئيس الفرنسي ساركوزي وحده، سر والد ابنة الوزيرة التي صار نسبها يشكل لغزا حيّر الفرنسيين، وسر مفتاح القنبلة الذرية الفرنسية. وقيل أيضا إن الكتاب، الذي وصف الوزيرة بأوصاف مشينة واعتبرها وصولية وانتهازية، نال إعجاب سيدة فرنسا الأولى، المغنية وعارضة الأزياء ذات الأصول الإيطالية كارلا بروني، المطربة التي ما زالت تمارس الغناء ومهنة العري، والتي لا تقل هي الأخرى وصولية عن داتي، التي وصلت إلى ما وصلت إليه من مكانة ومنصب بفضل مثابرتها وكفاءتها، لأنه ليس من السهل على عربية أن تدخل وزارة عدل فرنسا، الدولة التي تقدم في سلم الأهمية وزارة العدل على وزارة الدفاع نفسها، نظرا لما توليه من أهمية للعدالة وحقوق الإنسان، وهو ما جعلها تصمد في وجه الحرب التي شنتها عليها السيّدة ساركوزي، الحرب التي تكون حركتها، عن طريق السيدة الأولى، أيادٍ عنصرية. وتكون نفس الدوائر ذات الميول الصهيونية هي التي رمت بالدمية كارلا في طريق الرئيس الفرنسي وأوقعته في حبالها، حماية لمصالحها التي يهددها مجيء هذه المرأة المغاربية النهمة للسلطة والأضواء. وإصدار مثل هذا الكتاب لا يخرج عن إطار الحرب العنصرية التي تشن دوريا، كلما لمع اسم عربي في سماء السياسة أو الفن أو المال بفرنسا خاصة. وكانت الكوميدية ذات الأصول الجزائرية، إيزابيل عجاني، دفعت ثمنها من خلال حملة كادت تشوّه صورتها واتهمتها بأنها مصابة بالسيدا وما شابه، عندما صرحت بأنها جزائرية الأصل والأهواء.