وقارنت الصحيفة بين تعامل السلطات المصرية مع كل من أيمن نور، أول مرشح للانتخابات الرئاسية، رئيس حزب الغد، الذي أفرج عنه منذ أيام قليلة قبل انتهاء عقوبته لدواعي صحية، وممدوح إسماعيل صاحب عبارة الموت "السلام 98"• واعتبرت الصحيفة أن الحكومة المصرية التي تعسفت في التعامل مع نور، "تغاضت عن فرار ممدوح إسماعيل، مالك شركة الملاحة في البحر الأحمر، التي غرقت إحدى سفنها عام 2006 بأكثر من ألف ضحية فى مياه البحر"• ونقلت "المصري اليوم" عن الصحيفة البريطانية قولها "إن لجنة تقصى الحقائق في مجلس الشعب المصري - البرلمان - لم توجه إلا اللوم لشركة الملاحة، وعندما قدمت الشركة "الصندوق الأسود" لما حدث على متن العبارة، والذي أوضح أن "الشركة طلبت من قبطان السفينة أن يعود إلى الميناء بعد اندلاع الحريق مباشرة"، أخلت مسؤوليتها• وشددت الصحيفة على أن المسألة ليست هل كان ممدوح إسماعيل على حق أم باطل؟ وإنما في اختلال أولويات النظام المصري، مشيرًا إلى أن إسماعيل استطاع أن "يفر خارج البلاد بعلاقاته كعضو في مجلس الشورى"، وأنه أثناء غيابه لفترة تجاوزت السنتين تم إسقاط التهم عنه، ووجهت التهم إلى قبطان السفينة ومساعده اللذين لم يتم القبض عليهما، وصدرت ضدهما أحكام بالسجن لمدة ستة شهور فقط لكل منهما• وكانت السلطات المصرية حسب مصادر إعلامية قد منعت في وقت سابق تداول كتاب للصحفي البريطاني جون برادلي بعنوان "داخل مصر، بلد الفراعنة على حافة ثورة"، والذي يتناول فيه الوضع السياسي في مصر• يعتقد برادلي إن مصر أصبحت في انتظار "ثورة مضادة" لثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952 وزاعمًا أنها "أكثر دولة عربية يشيع فيها التعذيب والفساد"، فيما يصف المعارضة المصرية بأنها "متواطئة" مع النظام الحاكم في "تخبطه بلا هدف"• وبحسب برادلي، فإنّ الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر "ليست له صلات حقيقية بالناس، وليس له حتى وجود حقيقي خارج المدن الكبرى"، معتبراً أن "النظام المصري لا يمتلك الخصائص التي أبقت السوفيات أو الحزب الاشتراكي الصيني في الحكم؛ فليس لدى الحزب أي سبب في الوجود سوى التمسك بالحكم"، وأنه "مع غياب أي نوع من الشرعية، فإن ما يبقيه في الحكم هو التخويف، والترهيب، حيث يتم بث الجبن في المجتمع من أعلاه لأسفله"• ويعتبر الكاتب أن المجتمع المصري آخذ في "التحلل والذوبان ببطء تحت عاملين توأمين هما: ديكتاتورية قاسية وسياسة أمريكية فاشلة في الشرق الأوسط"• في نفس السياق، ذكرت تقارير مصرية وأمريكية في وقت سابق إن مصر تواجه ثلاثة مخاطر اجتماعية وسياسية قد تؤثر على قدرة نظام الرئيس حسني مبارك والذي سيبلغ 81 عاما في الرابع من مايو القادم، على البقاء• وأكدت التقارير أن هذه المخاطر هي: تزايد التضخم وتفاقم أزمة أسعار الغذاء في الداخل رغم انخفاضها عالميا، وتزايد القلاقل العمالية وما يصاحبها من اعتصامات وإضرابات علاوة على تزايد المواجهة مع التيار الديني الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين•