عادت مجددا مطالب الآباء البيض، ممن ينسقون مع أسقفية وهران، المتضمنة المطالبة بمنحهم قطعة أرضية لإقامة كنيسة في إطار الأوقاف التعبدية للجالية المسيحية في الجزائر• وتفيد مصادر مسؤولة خبر قيام أحد الدبلوماسيين الفرنسيين بالتنقل إلى مدينة المحمدية بمعسكر، بشأن مناقشة تركة الأوقاف المسيحية بالمنطقة• المصادر نفسها أفادت بأن الدبلوماسي استقبل من قبل مسؤولي بلدية المحمدية، بهدف الاستفسار عن الأرضية التي كانت تحتضن بناية الكنيسة قبل هدمها مطلع الثمانينيات وتشييد مكانها بناية وكالة بنك التنمية المحلية والريفية• الأرضية المذكورة لم يتم التأكيد ما إذا أعدت بشأنها تعويضات لمسؤولي الأسقفية الوصية بوهران• ويبدو أن الفرنسيين، حسب موفدهم إلى المحمدية، جادون في مطالبهم وحرصهم على الاستفادة من القطعة الأرضية لبناء الكنيسة أكثر من رغبتهم في المطالبة بالتعويضات• ويفسر حرصهم هذا مطلب استعادة جرس الكنيسة القديمة الضخم المتواجد حاليا كتحفة أثرية بمتحف الأمير عبد القادر• وفي سياق متصل، فإن ذلك يرتبط بملف أرضية "لالا مريم" الشاغرة المحاذية لمقر صندوق الضمان الاجتماعي باتجاه جنوبالمدينة• إذ أنه يبدو أن ثمة تسوية تكون قد حدثت ببيع أسقفية وهران للأرضية لمسؤولي السلطات المحلية، أو من ينوب عنها من الهيئات المحلية، في ظل الحديث عن إنشاء مشروع يتمثل في إنجاز مقر جديد يجمع المصالح الجبائية • يذكر أن الأرضية كانت محل رغبة العديد من أثرياء المدينة الذين عجزوا عن استمالة الأسقفية الوصية لتمكينهم من شراء الأرضية برغم تعدد الوساطة في أكثر من مناسبة، بل إن مساعي سلطات بلدية المحمدية، في وقت سابق فشلت في الفوز بالصفقة في مبادرة مضى عليها أكثر من 10 سنوات.. أين عرضت سلطات البلدية مبلغ مليارين سنتيم لاقتناء الأرضية، في حين لم تتجاوب الأسقفية مع مطلب البلدية لاعتبارات تجهلها هذه الأخيرة لكون أن الأسقفية كانت عادة ما ترجئ الرد على هذه المطالب إلى حين استشارة الأسقف العام بالعاصمة • وحسب مراقبين فإن عموم مطالب المسيحيين القدامى -إن صح التعبير- لم تأت عفوية وفي هذا الظرف بالذات• بل إن زيارات المعمرين الفرنسيين للمدينة في ربيع وصيف كل سنة السياحية كانت تصب في البحث عن مكنونات أسباب تلاشي تركة ما خلفه الفرنسيون، خاصة ما يتعلق بالمعابد التي ينظر إليها كرمز للوجود والماضي• ويلاحظ ذلك في تركيزهم على زيارة أماكن المعابد التي كانت تحتضنها وأخذ صور فوتوغرافية ومشاهد فيديو من أجل التذكر والتحسر•