أكدت مصادر "الفجر" أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا رهيبا في عدد الأطفال الغير شرعيين، فيما زاد الطلب عليهم قصد التكفل. حيث أكدت المصادر ذاتها أن إحدى الوحدات الإستشفائية المعروفة في البليدة والمتخصصة في احتضان مثل هذه الشريحة من الأطفال مجهولي النسب.. سجلت 39 طفلا حديث الولادة في ظرف زمني لم يزد عن 75 يوما، أي بمعدل طفل في كل يومين، مشيرة إلى أنه تم التكفل بهم في ظرف زمني قصير، بينما أحصت المصالح الصحية المختصة في العام 2008 ولادة 50 طفلا غير شرعي بالوحدة السالفة الذكر، وهي الأرقام التي ما تزال بعيدة عن واقع الحال إذا استثنينا مصالح النشاط الاجتماعي التي تعرف هي الأخرى تسجيل حالات مماثلة• وتضيف مصادرنا أن جل الحالات المسجلة فيما يخص الأطفال الغير شرعيين والتخلي عنهم، أوبالأصح إهمالهم، تسجل على الخصوص بالجهة الشرقية لولاية البليدة وبالمناطق النائية منها، وأن غالبية "الأمهات العازبات" تتراوح أعمارهن في المتوسط بين ال 20 وال 28 سنة، رفضن عواقب "الفضيحة" فلجأن إلى إهمال أطفالهن بعد أن تعذر عليهن تسوية وضعياتهن عن طريق الزواج• وأشارت ذات المصادر إلى أن ظاهرة التكفل أصبحت في هذه المنطقة تقليدا مشاعا وأن "الطلب" فاق إن صح الكلام "العرض"• وحسب المعلومات التي استقتها "الفجر" من المصدر فإن عدد الطلبات المسجلة على مستوى مصالح النشاط الاجتماعي بالبليدة زاد عن ال 18 طلبا في الشهر الواحد، بدليل أن الرقم الأخير في عدد المواليد ال 38 المحصيين بين شهر جانفي والنصف الأول من فيفري الجاري تم التكفل بهم• وعن ظروف الإهمال، فقد علمت "الفجر" أن غالبية الأمهات العازبات يتقدمن إلى المصالح الإستشفائية أومصالح النشاط الاجتماعي لوضع مواليدهن، فيما تم تسجيل حالات أخرى، وكانت في جزء منها مأساوية، بعد العثور على رضع بأماكن خالية بعيدة عن أنظار الناس، مثل قصة الرضيعة "نايلة" التي تطرقت لها مختلف وسائل الإعلام التي تم العثور عليها واختفاؤها بعد شهر، بعد أن تكفلت بها سيدة غير متزوجة لها نفوذ بالإدارة في مدينة الأربعاء بعدما وضعتها والدتها بأحد الحمامات• وأفاد أحد المسؤولين بمديرية النشاط الاجتماعي أن الرضيعة تعيش الآن لدى عائلة تكفلت بها للمرة الثانية بإحدى بلديات ولاية بومرداس، بعد دراسة ملفها ووضعها الإداري والقانوني والاجتماعي•