استبشر سكان بلدية الرباح، الواقعة جنوب ولاية الوادي على بعد 12 كلم، خيرا بانطلاق المرحلة النهائية من المشروع الكبير لربط ولاية الوادي مباشرة بالمنطقة البترولية حاسي مسعود، عبر إنشاء طريق معبد على مسافة 180 كلم• وكانت بلدية الرباح سابقا تعاني عزلة كبيرة نتيجة وجودها في أقصى نقطة جنوب ولاية الوادي• المشروع كان من المقرر الانتهاء منه منذ سنوات، لكن لأسباب مجهولة تم تعطيل المشروع؛ ففي العادة كان يجب قطع 280 كلم، بحيث سيقلص هذا الطريق المسافة إلى حدود 100 كلم للوصول إلى حاسي مسعود انطلاقا من الوادي مرورا بتفرت، حيث وضع مخطط ليكون هذا الطريق واحدا من الممرات الرئيسية، خاص بولايات الشرق، للتخفيف على الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين ولايات الشرق وحاسي مسعود، والذي تمر به يوميا آلاف السيارات والشاحنات، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الحوادث المميتة• وقد عملت وزارة الأشغال العمومية أيضا على فتح طريق يربط الوادي بخنشلة، ثم الوادي بحاسي مسعود ليكون موازيا للطريق الأول• وتأتي أهمية هذا الطريق من خلال فك العزلة عن البلديات الجنوبية لولاية الوادي، الرباح، البياضة، النخلة والعقلة التي تعاني من التهميش، حسب سكانها، كما من شأن هذا الطريق تنمية المناطق المحاذية له بتحريك النشاط الاقتصادي من خلال زيادة النشاط في البلديات المذكورة، وتعمل السلطات الولائية على مستوى ولايتي ورفلة والوادي على تسريع وتيرة هذا الطريق• وأوضح مدير الأشغال العمومية بولاية الوادي، السيد تومي إبراهيم، ل"الفجر"، أن الأشغال جارية على قدم وساق لإتمام الشطر الخاص بولاية الوادي على أن تكمل ولاية ورفلة الشطر الخاص بها ليكون الطريق جاهزا مع نهاية السنة الجارية• وفي هذا الإطار، كشف رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية ورفلة، يوسف قريشي، على بداية الأشغال في الشطر المتعلق بولاية ورفلة على مسافة 120 كلم، والمقاول المكلف بدأ الأسبوع الماضي، وسيكون جاهزا خلال أشهر على أبعد تقدير• وأضاف ذات المسؤول أن إنجاز هذا الطريق الاستراتيجي بين ولايتي الوادي وورفلة يدخل في إطار برنامج رئيس الجمهورية باعتباره مشروعا ضخما، ناهز الغلاف المالي المخصص له 200 مليار سنتيم لشطر 180 كلم الفاصل بين حاسي مسعود والوادي• من جهته، أوضح رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية الوادي، السيد محمد الطاهر، تواتي ل"الفجر"، أن الشطر الخاص بولاية الوادي تم إنجاز 16 كلم منه وتبقى 44 كلم ينقصها التزفيت الذي انطلق فيه منذ أيام• وطرح موضوع الطريق الرابط بين حاسي مسعود والوادي عدة المرات من قبل نواب ولاية الوادي في البرلمان منذ سنة 2000، لكن لم يتم الإجابة وتوضيح سبب التأخر في إنجازه• وتجدر الإشارة، حسب مصادر "الفجر"، إلى أن من الأسباب الأخرى لفتح هذا الطريق أن مطار حاسي مسعود سيحوّل جزء من نشاطه إلى مطار فمار في السنوات القادمة، بسبب أشغال سيتم البدء فيها قريبا وعدم جاهزية مطارات ورفلة لاستقبال الكم الهائل من الرحلات• للإشارة فإن إنجاز هذا الطريق سيتم معاينته من قبل رئيس الجمهورية في زيارته المرتقبة لولاية الوادي• وكان هذا المشروع من أهم الانشغالات التي طرحها السكان في آخر زيارة للرئيس قبل سنوات، باعتباره شريانا للحركة بين الولايتين•