لازال مسلسل الاحتجاجات متواصلا بكل من قرية صالح صرفاني وقرية صالح التابعتين لبلدية مجاز عمار بفالمة، حيث أقدم شباب القريتين أمس في حدود الساعة السابعة والنصف على قطع الطريق الوطني رقم 20 ، الرابط بين فالمة وقسنطينة، مستعملين الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية الكبيرة التي أضرمت بها النيران، والتي ارتفعت ألسنتها محولة المكان إلى بقعة سوداء نتيجة الدخان الكثيف• وقد عرف الطريق الوطني أمس شللا تاما، وهذا على طول مسافة 15 كلم، أي من مخرج مدينة فالمة إلى مفترق الطرق حمام ادباغ، حيث قامت مصالح الدرك الوطني بإغلاق الطريق المؤدي من وإلى بلدية مجاز عمار، ونفس الشيء من الجهة الأخرى، ناحية حمام ادباغ وعين احساينية• "الفجر" تنقلت إلى موقع الحدث، أين وجدنا الطريق وعلى طول المسافة التي قطعناه، قبل أن نوصل إلى قرية صالح صرفاني، مدججة بفرق الدرك الوطني التي انتشر أفرادها على طول الطريق تحسبا لأي طارئ، خاصة وأن المحتجين هددوا بتصعيد الوضع إن لم تتوصل الجهات المسؤولة إلى حل مشاكلهم المطروحة• وقبل وصولنا إلى مكان الاحتجاج، لفت انتباهنا الدخان الأسود المتصاعد من مكان الاحتجاج ومصالح الدرك في تأهب تام، حيث وجدنا المواطنين المحتجين في تفاوض مع رئيس الدائرة، الذي حاول بشتى الطرق إقناع المحتجين على فتح الطريق أمام المارة، الذين وجدناهم محتجزين بين المحتجين ومصالح الدرك• وحسب بعض المواطنين الذين تحدثوا عن عدم وجود المسؤول الأول عن البلدية وغيابه عن هذا الحدث، وأخبرونا أنهم قاموا برشقه هو ورئيس الدائرة بحبات البرتقال الذي يباع على حافة الطريق، ليبقى بعد ذلك رئيس الدائرة وقائد كتيبة الدرك لحمام الدباغ يحاوران المواطنين محاولين إقناعهم بالعدول عن مثل هذه الأفعال، التي تسبب في تعطيل الأمور• وأكد لهم رئيس الدائرة أنه سوف تؤخذ كل انشغالاتهم بعين الاعتبار، وذلك من خلال اختيار مجموعة من سكان القرية لمقابلتهم من أجل مناقشة كل المشاكل المطروحة، وأولها مشكل النقل المدرسي، الذي يعتبر القطرة التي أفاضت الكأس، الأمر الذي حرم الأطفال من التمدرس لمدة يومين كاملين، خاصة وهم في فترة امتحانات، يقول المواطنون• يضاف إلى ذلك مطالبتهم بإعادة سعر التذكرة من قريتهم نحو مقر البلدية والتي كانت 5 دج، هذا قبل أن يتم رفعها بنسبة مائة بالمائة• إلى جانب هذا، طالب المحتجون رئيس الدائرة ضرورة التحقيق في قضية توزيع السكن الريفي، الذي يقول عنه المواطنون أنه تم عن طريق الكوطة والمحسوبية، بالإضافة إلى أن معظم المستفيدين من هذه الصيغة لا يقطنون بالقرية، والأدهى من ذلك وجود أشخاص غرباء لا يقطنون حتى في الولاية، وكانوا من بين المستفيدين، كما كانت الإنارة العمومية من بين أهم الانشغالات التي طالب بها المحتجون، والذين أكدوا بشأنها أنهم يعيشون في ظلام دامس، مما رشح ارتفاع معدل الجريمة بقريتهم المعروفة بهدوئها، حيث تحولت في الآونة الأخيرة إلى مرتع للمنحرفين•