يختلف الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لدى العائلات الجزائرية من منطقة لأخرى.. ليبقى تعظيم المناسبة والتحضير لها أياما قبل المناسبة القاسم المشترك بينها، لولا ارتباطها ببعض الطقوس والخرافات في الكثير من الأحيان• يتمسك العديد من الجزائريين بعادات وتقاليد بالية بعيدة تماما عن تعاليم ديننا الإسلامي وعن سنَّة نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، بالرغم من تشديد الأئمة ورجال الدين خلال خطب يوم الجمعة بضرورة الابتعاد عنها، كون المناسبة عظيمة تتعلق بمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، لذا فإن تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاحتفال بمولده وبعثته كرحمة للعالمين يجب أن يكون طوال العام، وألا تخالطه البدع والمظاهر الخاطئة، والخرافات والمعاصي.. وذلك بتدارس سيرته وأخلاقه والاقتداء به والإكثار من الصلاة عليه• إلا أن الخرافات والطقوس المحرمة تبقى سيدة الموقف في هذا الاحتفال، فعلى سبيل المثال تذهب العديد من العائلات بالجزائر العاصمة ليلة المولد النبوي الشريف لزيارة أضرحة الأولياء الصالحين، وإشعال الشموع بها ووضع بعض أنواع البخور، أملا أن تفتح الأبواب المغلقة أوتسهل بعض الأمور المستعصية، كما تسعى الفتيات للمسح بتراب الأضرحة وغبارها أملا في تعجيل زواجهن تيمنا بالليلة المباركة• أما في منطقة القبائل، فإن الجهل والخرافة بلغ درجات عليا لا تصورها العقل السليم، إذ يتم تقديم بعض الذبائح، وعلى رأسها الديك الذي يشترط أن يكون أسود ويتم ذبحه في وقت المغرب وقبيل غروب الشمس بلحظات قليلة• وأثناء ذبحه يرددون عبارة "أسلنا الدم وسيذهب الهمُّ بجاه نبينا الأعظم"• وفي مناطق أخرى يتم ذبح الثيران، وتقوم النسوة بإعداد طبق الكسكسي باللحم بعد توزيع "التوزيعة" على كل سكان المنطقة، الذين يكونوا قدموا اشتراكات لشراء هذه الأضاحي• وفي الولايات التي تطل على البحر كتيبازة والشلف فإن العديد من الفتيات يتجهن إلى البحر ليوقدن الشموع ويقمن بنزع خماراتهن ليدخلن المياه، ولا يجدن في ذلك حرج باعتبار أن ذلك يحصل مرة في العام فقط، مرددات أدعية كثيرة كقولهن"يا ليلة المولود كشفنا لك ريسانا وببركة سيدي النبي زوجي لنا بناتنا"