أجمع عدد من الدكاترة والأساتذة الجامعيين، أول أمس، خلال أشغال الورشات المنظمة في اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول ''التسامح في الإسلام'' المنظم من طرف المجلس الإسلامي الأعلى، على أن النظرة الدونية التي ينظر بها الأوربيون والغرب بصفة عامة إلى الإسلام ناتجة عن القائمين على الإسلام ومقوماته في أوربا والذين لم يستطيعوا إعطاء النظرة الصحيحة على ديننا الحنيف. وهو ما أكده ''الطيب ولد لعروسي'' رئيس مكتبة معهد العالم العربي في باريس، الذي قال إن هناك من القائمين على المساجد من لا ينشطون بالشكل المطلوب على الرغم من وجود حوالي 0081 مسجد على الأراضي الفرنسية، مضيفا أن الطريقة المثلى التي يجب العمل بها لتغيير هذه النظرة أو التقليل من حدتها هي الاهتمام بأداء الأشخاص الفاعلين في الأوقات المناسبة. كما قال المتحدث، إن أحداث 11 سبتمبر 1002، كان لها الأثر الكبير في خلق الفضول لدى المسيحيين في التعرف على هذا الدين، الذي لم تكن لهم فرصة التعرف عليه من قبل، معتبرا أن دور الهيئات الإسلامية المتواجدة في الغرب في استغلال مثل هذه الأحداث لتغيير الكثير من الأفكار والذهنيات المعادية للإسلام، معطيا المثال عن المعهد الذي انتقل عدد زواره من الأوربيين والجاليات العربية من 002 ألف زائر إلى مليون زائر في السنة بعد أحداث 11 سبتمبر. فيما نفى الدكتور ''حسين رئيس'' أستاذ الحضارة والفقه الإسلامي بمعهد الإمام الغزالي ''مسجد باريس الكبير'' فرضية الإمكانيات المادية التي تعتبر في كثير من الأحيان العائق أمام الجمعيات والمؤسسات الثقافية الناشطة في أوربا، حيث أكد أن المعهد المذكور سابقا يوظف 004 معلم بميزانيته أكثر من ميزانية دولة موريتانيا، إلا أن ذلك لا يدفع القائمين عليه للقيام بواجبهم وبالتالي يمكن القول إن المعضلة تكمن في الإمكانيات البشرية التي من المفترض أن تكون في النوعية وليس في الكمية.