ويعد بالمزيد ظهر الرئيس بوتفليقة في حفل الإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في التاسع أفريل المقبل بحالة صحية جيدة وحاول الرد على خصومه عن طريق إرسال إشارات مشفرة تفنّد فرضية عدم قدرته على تولي زمام الحكم لأسباب صحية. وكانت رسالة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم واضحة عندما دعا معارضي ترشح بوتفليقة لعهدة ثالثة لحضور الحفل قصد الوقوف عن كتب على وضعه الصحي. ووصل الرئيس بوتفليقة القاعة البيضاوية محمد في حدود الساعة الثانية ونصف ودخل الرجل من الباب الخلفي للقاعة وهو يبدو في كامل لياقته، وقد قطع الرئيس بوتفليقة مسافة 50 مترا على رواق يتوسطه مناصروه وهو مبتسما ومفعما بالحيوية وفي طريقه إلى المنصة لإلقاء خطاب الترشح للرئاسيات حيا بوتفليقة الحشود ومختلف الشخصيات التاريخية وطاقمه الحكومي وهو يلوح بيديه، ولم تبد عليه مظاهر الإعياء والتعب أو الشحوب التي عادة ما تلازم الشخص المريض. وصافح الرئيس بوتفليقة قبل توجهه إلى منصة القاعة البيضاوية لإلقاء الخطاب، عددا من المواطنين الذين كانوا جالسين في أطراف الرواق من الجهة اليمنى واليسرى الذي خصص لأن يسير فوقه من قبل منظمي الحفل، ولم يتردد بوتفليقة في مد يديه إلى أنصاره لتحيتهم وقبل التوجه إلى منصة القاعة توقف برهة أمام البعض منهم وهو متمسك بأيديهم بقوة، ثم توجه مهرولا إلى الواجهة التي كانت ترتفع بنحو متر عن أماكن جلوس الطاقم الحكومي ومختلف الشخصيات المدعوة للمشاركة في حفل الترشح للرئاسيات، وسلم الرئيس على البعض من الذين جلسوا في الصفوف الأمامية عن الطريق التلويح برأسه وبابتسامة عريضة شبك يديه وهو يلوح بها محييا الحضور. وقبل وقوفه فوق منبر المنصة لإلقاء خطابه، قام الرئيس بجولة على المنصة لتحية الجماهير الشعبية التي كانت تنادي بحياته، كانت خطواته متسارعة نوعا ما، ووضع بوتفليقة نظارته لقراءة الخطاب وبدأ بنبرات صوت قوية تدل على حماسة الرجل في إعلانه الترشح للرئاسيات أمام مناصريه، كان خطاب الرئيس بوتفليقة شديدا تضمن رسائل مشفرة لخصومه من دعاة المقاطعة والمشككين في وضعه الصحي وكان يتوقف بين الفينة والأخرى بعد تحية الجماهير وخلال خطابه أوقفه أحد المناصرين الذي نادى بحياته ولعدم سماع بوتفليقة قوله قال بابتسامة عريضة لمناصره نعم حبيبي..، وكان الرئيس لطيفا، رغم مقاطعة الجماهير لخطابه، وكان يرفع يده كلما قاطعه الجمهور من أجل التحية، يرفعها تارة وتارة أخرى يضعها على الجهة اليسرى لقلبه، تم يطلب من الجماهير الهاتف باسمه التوقف للسماح له بمواصلة الخطاب الذي دام حوالي ساعة بنبرة قوية ذكرت الجموع بالخطابات النارية التي ألقاها في عهدته الأولى .بعد إنهاء خطابه نزل بوتفليقة من المنصة وواصل تحية الجمهور عن طريق مد يديه للحشود التي كانت تنتظر مصافحته، خلالها حاول أحد الشبان رمي نفسه فوق أحضان الرئيس لمعانقته، لكن الحراس الشخصيين له حالوا بينه وبين الرئيس وبخطوات متسارعة غادر الرئيس بوتفليقة القاعة البيضاوية تاركا وراءه 5000 شخص من مناصريه يدعون له بالصحة والسلامة. ونظرا لتسارع خطواته لم يتمكن الأمن الرئاسي المشكل من عدد من الشبان مجاراته وأكد بذلك الرئيس بوتفليقة لخصومه أن حضوره القوي لحفل الترشح هي الشهادة الطبية التي سيقدمها في ملف ترشحه للرئاسيات المقبلة -حسب تصريحات بلخادم- الذي قال لا أحد يضمن حياته ويعلم أنه سيعيش هذه المدة أو تلك والرئيس مثل جميع البشر يمكنه أن يتعرض للمرض ولكن هذا لا يعيقه عن أداء واجباته.