ستكون هذه الآجال حسب جهات على اطلاع بالملف الأمني آخر فرصة لمن أعربوا عن رغبتهم في تطليق العمل المسلح قبيل الانتخابات• بدأ سكان منطقة القبائل في التجند لمواجهة الإرهاب استجابة لنداء بعض مؤسسي حركة العروش، وهو النداء الداعي إلى عدم ترك أتباع الإرهابي دروكدال التعشيش في جبال تيزي وزو وبجاية وحملهم على مغادرة المنطقة وانخرطوا بذلك في حرب القضاء على بقايا الإرهاب• ورغم ''مداهنة'' الإرهابيين للسكان بالمنطقة وتفادي الدخول في مواجهة معهم لتمكينهم من الاستقرار بمرتفعاتها، إلا أن السكان هناك ضاق صدرهم وأصبحوا من أول المطالبين بتوفير التغطية الأمنية لمواجهة الإرهاب بجبال تيزي وزو وبعض مرتفعات بجاية• ولعل بوادر موقف سكان المنطقة كانت الدافع الكبير لمخطط إعادة التموقع لكتائب تنظيم دروكدال والاستقرار بأعالي المناطق خارج ولاية تيزي وزو على غرار المدية والبليدة، لكن ضربات قوات الأمن أفشلت المخطط• وتعتبر هذه خطوة هامة تضاف إلى الجهود التي طالبت الوزير الأول، أمس خلال ذكرى تفجيرات 11 أفريل التي استهدفت قصر الحكومة قبل سنتين، وكانت الذكرى فرصة جدد فيها أحمد أويحيى نداءه لكل الجزائريين للانخراط في آخر الأيام قبل حرب استئصال بقايا الإرهاب• وتعتبر هذه التصريحات إرهاصات القرارات الكبرى التي ستتخلل العهدة الجديدة فيما يخص سياسة الدولة الأمنية، حيث ستتحدد آجال غلق باب التوبة الذي سبق وأن أشارت إليه ''الفجر'' في عددها الخاص بالرئاسيات الجمعة الماضي، وسيكون جويلية شهرا لا توبة فيه لمن تأخر في الاستجابة للنداء• وتملك الجهات الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب أرقاما حول عدد الإرهابيين الباقين، وهو عدد يعكس النزيف الذي عاشه تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' وتنظيم ''حماة الجماعة السلفية'' بسبب قوافل التائبين الذين لا يزال بعضهم يرابطون على مشارف المدن استعدادا لتسليم أنفسهم، وهذا على مستوى عشر ولايات• ويعتبر عدد التائبين المنتظر استفادتهم من تدابير المصالحة الوطنية ضربة في الصميم، سيما وأن من بينهم عددا كبيرا من ركائز الجماعات الإرهابية بتبسة وعين الدفلى وبوكحيل في الجلفة وبومرداس وتيزي وزو وبعض إرهابيي المدية• وتحصي قوات الأمن عددا لا يزيد عن 400 إرهابي عبر الوطن تعرضوا لنزيف حاد، ثلثهم طلّق السلاح خلال الستة أشهر المنقضية، والباقون يشكلون كتائب تعيش في حصار وتعرف انشقاقات أفقدتها قوتها سيما بعد ضرب شبكات الدعم والإسناد في الصميم من قبل مصالح الأمن بالعاصمة والتي فككت 15 شبكة خلا سنة تضم كل واحدة منها من 4 إلى خمسة عناصر•