أعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أول أمس في طرابلس أن بلاده ترغب في تطبيع علاقاتها مع الجزائر ''في أسرع وقت ممكن'' وكذلك فتح الحدود بين البلدين المغلقة منذ .1994 وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي ''نعلق الآمال جميعا في المغرب على إمكانية إتمام التطبيع مع الجزائر في أقرب وقت ممكن''. وأضاف ''اقترحنا منذ أكثر من ثلاث سنوات أن يتم حل مشكلة الصحراء الغربية عبر الأممالمتحدة، وأن لا يكون لهذه المسألة تأثيرا مباشرا على العلاقات الثنائية أو على آفاق بناء اتحاد المغرب العربي''. وأوضح ''أنه حل يرضي الكل وعلى جميع المستويات''. وأكد أنه ''ليس هناك أمام الدول الخمس في الاتحاد بعد مرور عشرين سنة عن إحداثه، سوى بلورة فعل مغاربي ملموس في المجالات الحيوية التي تهم انتظار شعوبنا وبخاصة في قطاع التنمية البشرية والأمن الغذائي والبنيات الأساسية وتيسير تنقل مواطنينا ونخبنا الاقتصادية داخل الفضاء المغاربي دون حواجز مفتعلة''، في حين لا تزال الحدود مقفلة بين الجزائر والمغرب. من جهتهم أكد وزراء خارجية ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا على ''أهمية الدفع بعمل الاتحاد المغاربي''، موضحين أن ''التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عميقة الأثر التي يشهدها العالم تحتم على الدول المغاربية أكثر من أي وقت مضى العمل سويا على تقوية البناء المغاربي. جاءت هذه الخطوة عقب تأدية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لليمين الدستورية مستهلا بذلك عهدة رئاسية جديدة، وفي تناقض صارخ مع ما كان قد صرح به من كلام مسيء للجزائر قبل أيام، بعدما أثارت المظاهرة التي قادها ناشطون حقوقيون غربيون ضد جدار الفصل العنصري المغربي في الأراضي الصحراوية حفيظة سلطات الاحتلال المغربي، وجعلها تسوق كلاما غير مسؤول عن الجزائر، متهمة إياها بالتواطؤ مع جبهة البوليزاريو في خرق وقف إطلاق النار المعتمد منذ سنة .1991 وكان المغرب في الأسابيع القليلة الماضية قد حاول مغالطة الرأي العام العالمي ولبس ثياب الضحية، لوّح المغرب باستعمال القوة العسكرية، على طول خطها الدفاعي في الأراضي الصحراوية المحتلة في رسالة وجهها الى رئيس مجلس الأمن، سفير المكسيك، كلود هيلر. وتهجم الوزير على الجزائر زاعما أن هذا العمل ''يضاف إلى المحاولات الأخرى المتكررة من قبل الجزائر والبوليزاريو الرامية إلى تقويض جهود الأممالمتحدة من أجل إحياء المفاوضات''.