نظرت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في أولى القضايا المتابع فيها أحد الموريتانيين، المدعو ''م•ب''، الذي حاول التسلل عبر الحدود الجزائرية -المالية، محاولا الالتحاق بالعراق للقتال عبر الجزائر بعدما تلقى تدريبات في مالي، غير أنه تم إلقاء القبض عليه بمنطقة عين أمناس بعد مطادرة عسكرية وقصف جوي لثلاث سيارات كان على متنها عدة أشخاص موريتانيين ومغاربيين، يقدر عددهم ب 30 شخصا كانوا متوجهين إلى الحدود التونسية• واعترف المتهم، حسبما ورد في محاضر الضبطية القضائية أنه اقتنع بفكرة الجهاد بالعراق في جويلية 2007، حيث كان يحضر الخطب والدروس في المسجد التي تحث على الجهاد في العراق، وتعرف على المدعو ''أبو أيمن'' من جنسية موريتانية، الذي ينشط في جماعات إرهابية تنشط في دول الساحل وأعلمه ''إسماعيل'' بأن هذا الأخير طلب منه الالتحاق بالجماعات المقاتلة في العراق، فتوجه المتهم في قضية الحال إلى مدينة العيون الموريتانية، ثم توجه إلى دولة مالي وبالتحديد إلى العاصمة باماكو واشترى شريحة هاتف نقال، واتصل لما حل بمدينة تومبوكتو بالمسمى ''معاوية'' الذي نقله إلى منزله والتقى هناك ب 12 إرهابيا مع أمير كتيبة ''الفاتحين'' المسمى ''ج• يحي'' وتعرف على ''أبو حنظلة'' من موريتانيا، ثم تنقلت المجموعة الارهابية هذه الى أحد مراكز الجماعات المسلحة، ومكث هناك حوالي شهر تعلم فيه فنون القتال والحرب وتدرب على سلاح كلاشينكوف مدة ثلاثة أشهر• وكشف المتهم الموريتاني بأن هذا المركز كان يضم عدة إرهابيين من جنسيات مختلفة، منهم جزائريين، ونيجريين متمركزين بمعسكر الزرقاوي، وأضاف بأن هناك سبع سرايا، كل واحدة منها تحوز على سيارة من نوع ''تويوتا'' توجهوا بواسطتها إلى دولة مالي لجلب الأسلحة المخبأة هناك، وتسللوا إلى الجزائر عبر سلاسل الطاسيلي الجبلية، بعدما أمرهم المدعو ''أبو عمار''، أمير كتيبة ''الفاتحين'' بالتوجه إلى منطقة الشمال الشرقي التي مكثوا بها ثلاثة أيام، إلى أن شاهدوا مروحية فحاولوا تغيير المكان، إلا أنهم تعرضوا للقصف من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي، ما أسفر عن جرح العديد منهم وتمكنوا من الفرار إلا المتهم الذي تم إلقاء القبض عليه بسبب تعرضه لجروح بليغة خضع على إثرها للعلاج• وأشار النائب العام في مرافعته إلى أن المتهم تمكن من ربط اتصالات مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من خلال علاقته مع المدعو ''أبو أيمن''، تطورت الأمور بعدها إلى التحاقه بالجماعات المسلحة الناشطة بالجنوب لتدعيم المجموعات الإرهابية بالشمال للقيام بعمليات إرهابية ضد الجزائر، والتمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضده لتدينه المحكمة بخمس سنوات سجنا نافذا•