تعيش 12 عائلة منذ الاستقلال بحي البرج في حمام ملوان بالبليدة، في بنايات كانت عبارة عن محتشدات بناها الاستعمار الفرنسي، والأغلبية الساحقة من هؤلاء السكان مجاهدون وأرامل الشهداء• وحسب تصريح أحد السكان من المجاهدين المشاركين في ثورة التحرير ل''الفجر'' فإن المحتشدات كانت عبارة عن سكنات للخونة ''الحركة '' على حد تعبيره إبان الاستعمار الفرنسي ، متسائلا عما إذا كان من المعقول أن يعيش مجاهد في محتشد تحت نفس السقف الذي عاش تحته خائن في أيام مضت• ووصف المتحدث الوضع الحالي الذي آلت اليه هذه العائلات بالمأساوي، حيث أن تلك السكنات باتت لا تصلح للجنس البشري، حيث تنعدم بها أدنى شروط العيش الكريم• وعبر العديد من سكان حي البرج عن استيائهم وتذمرهم معربين لنا عن تخوفهم من الخطر الذي تشكله تلك السكنات المهددة بالانهيار• جولة قصيرة في تلك السكنات جعلتنا نلمس حجم الخطر الذي يهدد سكانها، حيث أن جدرانها وأسقفها أصبحت مهترئة، ناهيك عن الشقوق التي شكلت ''خرائط'' على مستوى الجدران والأسقف، وهو ما دفع المتضررين إلى وصف أنفسهم بأنهم يعيشون كالأموات في تلك الظروف المعيشية المتدنية• وأشار المتحدثون إلى أنهم لا يختلفون كثيرا عن رواية البؤساء لفيكتو هيغو، حيث باتت تلك السكنات تشكل هاجسا حقيقا لهم فضلا عن نقائص اخرى للمرافق الضرورية التي يفتقر اليها حيهم كون الحي يتواجد في منطقة جبلية، بما في ذلك الغاز الطبيعي• ويتمثل المطلب الأول والأخير لهم هو سكن لائق يضمن لهم العيش الكريم ويخلصهم من المعاناة والمأساة التي يتخبطون فيها. وللاشارة فإن هؤلاء ينتظرون وعود الترحيل بعد تهديم تلك السكنات •