أعلنت، أمس، وزارة الدفاع المالية أن الاشتباكات التي شهدتها منطقة تومبوكتو، شمال مالي، قرب الحدود الجزائرية، يومي 3 و4 جويلية، أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى من الجانبين واختفاء عدد كبير من الجنود الماليين، بينهم قائد برتبة كولونيل، ما استدعى تدخل قوات إضافية لملاحقة المسلحين ومعرفة مصير العناصر المفقودة• وأوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع المالية للوكالات العالمية أن الاشتباكات كانت دامية جدا وعنيفة بين القوات المسلحة لبلده مدعومة بفرق أمنية ميدانية وعناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وأن المعارك انطلقت دون سابق إنذار بعدما كانت دورية أمنية مشتركة تقوم بمهمة مراقبة في منطقة الساحل الصحراوي بالقرب من الحدود مع الجزائر• وكشف في السياق ذاته أن العناصر المسلحة التي يشتبه في انتمائها إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي اشتبكت مع القوات الأمنية المالية في معركتين متتاليتين، الأولى خاضها الجيش المالي ضد المسلحين، وتقع فيما بعد في كمين غادر نصبه عناصر التنظيم المسلح في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، لتسفر المواجهتان عن مقتل العشرات من الطرفين وفقدان حوالي 20 جنديا، بينهم قائد برتبة كولونيل في منطقة صحراوية نائية، يضيف المتحدث المالي• وقالت وزارة الدفاع المالية في بيانها، إن القوات المسلحة وقوات الأمن تواصل عمليات المطاردة الميدانية ضد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والمهربين والمتمردين الذين تربطهم علاقات قوية فيما بينهم، وقالت ''خاض الجيش اشتباكات قاتلة للغاية ضد عناصر إرهابية بشمال مالي، وبعد قتال عنيف جدا وقعت خسائر في الجانبين، ولازالت عملية المطاردة متواصلة''، دون الإشارة إلى عدد القتلى أو مصير المفقودين ''لا نعلم مصير المفقودين، ولا نعلم إن كان الكولونيل قد قتل أو احتجز كرهينة''• وتشير مصادر تتابع ملف الجماعات المسلحة بمنطقة دول الساحل إلى أن التواجد الكبير لمختلف المصالح الاستخباراتية الغربية والقوات الأجنبية في المنطقة منذ إعدام الرهينة البريطاني، أدى إلى تصاعد الهجمات والمعارك من عدة جهات، فسرتها بمحاولات للفت انتباه دول المنطقة بخطورة الوضع الأمني المتدهور في المنطقة، ما يسمح بتدخل عسكري كثيرا ما نادت به دول غربية أو تواجد دائم للقواعد العسكرية في المنطقة التي تحوز على عدة ثروات فتحت شهية عدة عواصم غربية تحاول استغلالها للنهوض باقتصادياتها التي أنهكتها الأزمة الاقتصادية العالمية ومحاولة السيطرة على المنطقة بتوسيع نفوذها للتصدي للغول الأسيوي بحجة مكافحة الإرهاب، خاصة بعد رفض الجزائر بشدة تواجد أي عنصر عسكري أجنبي فوق التراب الجزائري وتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية بحجة تحرير رعاياها، التي دفعت عدة دول غربية إلى انتهاج طريقة تصعيد العنف في المنطقة للتحسيس بخطورة الوضع ويسهل من عملية التواجد العسكري الدائم في المنطقة الذي نادت به عدة جهات ولازالت•