خصصت قيادة التجمع الوطني الديمقراطي نهاية الأسبوع لمناقشة موضوع ''التشغيل والشباب'' عبر ندوات جهوية عوضت الجامعة الصيفية، أشرف عليها أعضاء المكتب الوطني للحزب بكل من الشرق والغرب والوسط، حيث حاول المتدخلون إبراز الدور الذي يحاول أن يلعبه الأرندي من أجل المساهمة في إيجاد حلول من شأنها القضاء على ظاهرة البطالة وخلق مناصب شغل جديدة• وفي هذا السياق، أكد عبد السلام بوشوارب، أن الجزائر ''تقوم بمعركة حقيقية في مجال التكوين، وأن المجهود المبذول من طرف ''مهندسي الإصلاحات المدرسية والجامعية'' موجه ''لإيجاد حلول لأزمة الكفاءات المطروحة حاليا بحدة''• وأوضح أن الجزائر تحصي ''800 ألف بطال متخرجين من الجامعة، فيما يظفر 14 بالمائة فقط من خريجي التكوين المهني بمنصب عمل''، مشيرا إلى أن مشكل التشغيل ''غير مرتبط بالقضايا المتعلقة بالتمويل''، ولكن يتطلب ''معابر بين مختلف الأجهزة التي وضعتها الدولة في هذا الشأن''• وذكر عبد السلام بوشوارب، عضو المكتب الوطني ورئيس ديوان الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أن حزبه وضع منذ سنة 1997 مسألة تشغيل الشباب ضمن أولوياته، على اعتبار أن الشغل يعتبر النقطة الأساسية التي ينبغي الاهتمام بها، وذلك بهدف خلق الثروة، التي لن تأتي إلا بدعم تشغيل الشباب من خلال البرامج التي وضعتها الدولة والتسهيلات الكثيرة التي منحتها للمستثمرين• وقال ذات المتحدث، خلال لقاء جهوي عن واقع ومستقبل الشباب جمعه بإطارات ومناضلي الحزب ب 16 ولاية بالشرق الجزائري، نظم أول أمس الخميس بالمركز الوطني لتكوين المستخدمين بمراكز المعوقين بالمنصورة بقسنطينة، أن القطاع يعاني من نقص ملحوظ في الاستثمارات وارتفاع هائل لقيمة الصادرات التي قفزت من 16 مليار دولار إلى 42 مليار دولار خلال الفترة الأخيرة، كما أن هناك حوالي 16 ألف متعامل في التجارة الخارجية لاتزال الإدارة لا تملك عنهم معلومات، ما يستدعي ضرورة تنظيم السوق من طرف الدولة لتحقيق الأرباح، وهو ما تسعى إليه فعليا• وقال عبد السلام بوالشوارب إن الاقتصاد الوطني، ومنه الاستثمارات، لن يعرف تطورا إلا بتطور العنصر البشري، مضيفا أن زهاء 70 بالمائة من المتقدمين بطلبات للحصول على العمل لا يحوزون على مستويات تعليمية تؤهلهم، ما يعني ضرورة العمل على إشراك التكوين المهني لتحسين المستوى• وأوضح أن مشاكل الماء، السكن، الشغل وبناء الهياكل القاعدية في الجزائر سائرة في طريقها إلى الانفراج• وتوصلت ندوة الحزب بوهران، التي أشرف عليها الناطق الرسمي، ميلود شرفي، إلى أن ''الرهان الكبير الذي يواجه الجهاز التنفيذي اليوم هو إيجاد حل لقوافل البطالين الحاملين لشهادات عليا والذين تقدر نسبتهم بحوالي 60 بالمائة''، حيث يقول إن ''الشباب يعد بمثابة المشتلة التي تزرع فيها بذور الغد وقاطرة المستقبل، لذا يتعين البحث عن حلول للتكفل بهذه الفئة في الجزائرالجديدة المدعمة بأساليب الحكم الراشد''• من جهته، ذكر عبد الكريم حرشاوي، وزير المالية الأسبق وعضو المكتب الوطني للأرندي، لدى إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الجهوية للوسط، والتي احتضنتها ولاية البليدة، أن ''الجزائر وبفضل اعتمادها لسياسة دعم التنمية والاستثمار تمكنت من تحقيق نتائج جد مشجعة في مجال التشغيل مكنتها من تقليص نسب البطالة، واستعرض مطولا الوضعية الاقتصادية التي سادت الجزائر منذ سنة 1986 حين كان سعر البترول يقدر ب 26 دولارا وانخفاضه بعدها إلى 15 دولارا، ما نجم عنه انخفاض في المداخيل من العملة الصعبة بنسبة 50 بالمائة وتأثير هذه الوضعية التي دامت 15 سنة على جل القطاعات•