صدر مؤخرا وبدعم من الجمعية الثقافية الفنية لبلدية العلمة، كتاب للباحث الجزائري جمال فوغالي تحت عنوان ''مجد الأمكنة''، الذي يضم بين طياته عشرين نصا من الحجم المتوسط• يروي فيها الكاتب مذكرات متعلقة بأدب المكان، والتي تحكي في مجملها عن البيئة التي عاش فيها الكاتب والمناطق التي زارها وسحرته من مختلف ربوع التراب الوطني الشاسع، كمنطقة ''البونة'' التي أسهب في وصفها في أغلب نصوص الكتاب وحجز لها مساحة واسعة من العناوين، على غرار ''بونة القصيدة شعر المكان''،''بحر بونة، مصب المحبة''، ''بونة القلب، ذاكرة الألم''، ''بونة الجازية، مصب المحبة''، فحاول الكاتب وبأسلوب تغلب عليه اللغة الشعرية أكثر من اللغة النثرية، الاعتماد على أسلوب الدقة في الوصف وتجنيد كل ما جادت به المناطق الموصوفة من زخم تراثي وثقافي وحضاري، فضلا على التجربة الشخصية التي عايشها بشكل أو بآخر، لذلك حاول أن يجسد كل مراحل ذاكرته خاصة مرحلة الطفولة، في نصوص هذا العمل الأدبي، لينتقل المؤلف في امتداد جغرافية المكان إلى وصف المناطق التي عاش بها وهي مناطق ليست بالبعيدة مثل العلمة وسوق أهراس وجيجل والقل، ويستمر الكاتب في مشواره الوصفي الذي لا يخرج عن تجسيد سحرية المكان وجمالية البيئة راميا بثقله التعبيري على تشخيص الطبيعة، والاحتفاء بالجبال والغابات والأودية والشواطئ• القارئ لهذا المؤلف يستشف أن الكاتب أراد نحت صورة سياحية عن المناطق التي ترعرع بها وأحبها وسحرته، كالكثير من المناطق التي تغنى الشعراء والكتاب بها في قصائدهم ونصوصهم، ولكنه على غرار الطريقة الخلدونية في وصف الأمكنة فضل الكاتب اللجوء إلى إطلاق العنان لخياله في الكتابة، وفي الوقت نفسه حرص على أن يؤثث أسطره بكل ما حوته المناطق من ثراء ثقافي وفكري وحضاري وتاريخي، بأسلوب اعتمد فيه تبويب نصوصه بمقدمات قصيرة من تأليفه أو عن طريق الاقتباس من بعض الشعراء والكتاب• مؤلف الكتاب، يعد أحد أهم الكتاب والباحثين الجزائريين في الوقت الراهن، حيث أصدر عدة مؤلفات تناولت مختلف الأجناس الأدبية على غرار الشعر، الرواية، والقصة وغيرها من أعمال الأدبية•