عندما سمعت أن القضاء السوداني سيجلد صحفية 40 جلدة لأنها ضبطت في إحدى مقاهي الخرطوم وهي ترتدي السروال•• قلت لا حول ولا قوة إلا باللّه! وعدت بذاكرتي إلى ثلاثين سنة خلت عندما زرت السودان في عهد الرئيس الراحل النميري، وتنقلت إلى الجنوب حيث شاهدت أن القانون هناك لا يعاقب النساء العاريات! لأن الأمر هناك لا يتجاوز ستر العورة عند الرجال والنساء على السواء! فهل تطور السودان في30 سنة الماضية وأصبح اللباس متوفرًا للجميع وأصبح القانون يعاقب فقط من يتعرى على الناس بإرادته•• وليس بحاجة إلى اللباس! كم كنت أتمنى لو أن الصحفية جُلدت لأنها لبست وليس لأنها تعرت! خاصة أنها قالت إنها ضبطت مع جنوبيات! هل السودان الشقيق حل كل مشاكله الدينية والسياسية والثقافية والإثنية•• ولم يبق له فقط سوى مسألة لبس السروال من طرف صحفية؟! فعلا أصبح العالم فاقدا للعقل•• في فرنسا تمنع البنات المتحجبات من الدخول إلى الأماكن الحكومية العامة، وفي السودان تجلد النساء بسبب عدم لبس الحجاب! إنه فعلا عالم مجنون لا يعرف ما يفعل؟! قضية جلد الصحفية في الخرطوم بسبب لبس السروال تعطي للرأي العام صورة عن الوضع في السودان! فهل قام السودان الشقيق بتوفير اللباس الكافي للعراة في أدغال الجنوب ودارفور؟! وبات السودانيون في الأدغال ترفل نساؤهم في الحرير! ولذلك وجب جلد من يترك الحرير ويلبس سروال الجينز!