أعلن أمس المدير العام للشركة الوطنية للكهرباء والغاز نور الدين بوطرفة، أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي شهدتها عدة مناطق، كانت متوقعة بالنظر إلى الزيادة في الطلب على الطاقة التي وصلت إلى 55 بالمائة، مرجعا ذلك إلى مشاكل في عملية التوزيع الذي لا تتحمله ''سونلغاز'' لوحدها، مطالبا في ذات السياق الجماعات المحلية بضرورة تخصيص مساحات عقارية لإقامة مراكز ومحطات لتوليد الطاقة الكهربائية لتغطية هذا العجز الذي يبقى مستمرا مستقبلا، إن لم يتم تداركه في الوقت الحالي• أرجع المدير العام للشركة الوطنية للكهرباء والغاز نور الدين بوطرفة أسباب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خلال الأيام الأخيرة، إلى خلل ومشكل في التوزيع على مستوى الشبكات، وزادت من حدته كثرة الطلب على الطاقة الكهربائية، وبالتالي عملية القطع كانت مبرمجة بصفة تطوعية ومتوقعة بالنظر إلى حجم الطاقة المستهلكة يوميا، والتي وصلت وقت ''الذروة'' إلى 7700 ميغاواط، يوم 27 جويلية المنصرم، وما زاد الطين بلة هو الحادث الذي تعرضت له محطة إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية ''حجرة النص'' بمدينة شرشال بولاية تيبازة بتاريخ 16 جويلية الجاري، والذي زاد من حدة المشكل وتسبب في ضياع وخسارة 1200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية• وكشف ذات المتحدث لدى نزوله ضيفا على برنامج ''ضيف التحرير'' التي تبثه القناة الإذاعية الثالثة، أن الإنتاج الوطني الحالي من الطاقة الكهربائية يقدر ب7300 ميغاواط، يستهلك منه منزل واحد في الوقت الحالي 2600 كيلواط يوميا، مقارنة بعام 1962 أين كان استهلاك الطاقة الكهربائية لدى البيت الواحد 70 كيلواط لكل مواطن، مضيفا أن نمو الطلب على الطاقة الكهربائية وصل إلى نسبة 55 بالمائة مقارنة مع العام المنصرم، وعليه فإن الإنتاج الحالي بالمقارنة مع الطلب لا يظهر عجزا كبيرا في توفير الطاقة الكهربائية وفق احتياجات المواطن• وأوضح بوطرفة، خلال حديثه عن مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي شهدتها أغلب المناطق في الجزائر، أن السبب راجع إلى عجز في عملية التوزيع عبر الشبكات، التي يجب تدعيمها بالمشاريع الاستثمارية، وعليه فالجماعات المحلية مدعوة إلى الإسراع وبصفة استعجالية لتوفير ''العقار''، والأرضيات لإقامة مراكز ومحطات توليد الطاقة الكهربائية للتحكم في المشكل وتداركه، حتى لا يبقى ملازما لعملية التوزيع مستقبلا، والتي نجمت عنها مشاكل في تزويد السكان بالطاقة الكهربائية• وبخصوص تصليح الأعطاب وعمليات الصيانة التي تطال الكوابل الكهربائية الموجودة تحت الأرض، قال المتحدث، إنها تستغرق بين 7 إلى 10 ساعات، والأشغال في كثير من الأحيان تتوقف بسبب تدخل مسؤولي الجماعات المحلية في البلديات التي تمنع الفرق العاملة في الميدان من مواصلة عملها، وبالتالي فإن البلديات ملزمة بالتعاون مع ''سونلغاز'' لتجاوز هذا المشكل• وفي سياق آخر، قال ذات المتحدث إن الشركة الوطنية للكهرباء والغاز ستشرع في عملية إعادة مراجعة تسديد فاتورة استهلاك الطاقة للمواطنين، والتي تصل مدتها حاليا إلى حدود 90 يوما، مضيفا أن مستحقات ''سونلغاز'' من الديون العالقة لدى المواطنين والمؤسسات العمومية تقدر ب36 مليار دينار•