يتابع العديد من المواطنين الجزائريين، منذ فترة، البرامج التي تبثها قناة ''الكوثر'' المحسوبة على الجمهورية الإيرانية، وذات التوجه الشيعي، حيث يقبل المسنون بوجه أخص على متابعة برامج هذه القناة، دون علم منهم أن الفتاوى والمواعظ التي يقدمها المشايخ الضيوف موجهة للطوائف الشيعية وليست للمالكيين، مما دفع وزارة الشؤون الدينية إلى تسطير برنامج خاص لتحسيس المواطنين بخطورة الفتاوى التي تبثها مختلف الفضائيات• كشفت المتابعة الميدانية والدردشة التي أجريناها مع بعض المواطنين الجزائريين، أنهم تفطنوا إلى توجهات قناة ''الكوثر'' الفضائية، بعد متابعتهم لبعض المسلسلات الدينية التي تصور حياة الصحابة الكرام وتناول الأنباء بطريقة جذابة جدا، لكن لم يجدوا بعد ذلك مانعا في مواصلة تتبع البرامج المقدمة بغية إشباع فضولهم بالجديد الذي وجدوه بهذه القناة• وذكرت دليلة، البالغة من العمر28 سنة، أنها تتابع هذه القناة منذ فترة، وهي معجبة ببرامجها، ولم تدرك هذه الآنسة محدودة الثقافة الدينية، أنها تتابع برامج موجهة للطوائف الشيعية وليست للسائرين وفق المذهب المالكي• ونفس الموقف سجلناه لدى العديد من المسنات اللواتي يتابعن قناة الكوثر، بعد أن انجذبنا إليها بمتابعة المسلسلات الدينية، كمسلسل سيدنا يوسف عليه السلام ''يوزرسيف''، الذي يبث مرتين يوميا على القناة، ثم يواصلن مشاهدة البرامج التي تلي هذا المسلسل، وهي مخصصة للفتاوى والدعوة لاتباع المذهب الشيعي• وحسب استطلاع الرأي الذي قمنا به على مستوى الشارع الجزائري، فإنهم لا يدركون حجم الاختلاف بين المذهب الشيعي والمالكي، كما أن بعض الشباب يتابع البرنامج لإشباع فضوله، والاطلاع على الأمور التي يمنحها المذهب الشيعي، وعلى رأسها زواج المتعة مثلا• ومن بين النقاط المحرمة في المذهب المالكي، لكن تبث على القناة بكل بساطة، هي إظهار صور الأنبياء وتمثيلهم، كما هو الشأن بالنسبة لمسلسل السيدة مريم، والنبي يوسف عليه السلام وأنبياء آخرين مثل النبي يعقوب، وهي أمور ليست محرمة في المذهب الشيعي، لكن المشاهد الجزائري هضم هذا الأمر الذي يحرمه أئمة المذهب المالكي• كما تعمل برامج القناة على زرع نوع من الحماس الجهادي لتصدير الثورة الإيرانية، من خلال عرض صور قائدها الإمام الخميني• وأكد المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي، ل''الفجر''، أن الوزارة على دراية بالاهتمام الذي أصبح المشاهد الجزائري يوليه لهذه القناة الشيعية الأصول، موضحا أن الوزير أعطى تعليمات لتعزيز وتحسين برامج قناة القرآن الكريم، لمواجهة أية محاولات لتحويل مشاعر الجزائريين والتأثير عليهم، خاصة أن الجزائر تشهد اجتهاد العديد من الطوائف الدينية لنشر مذاهبها• وواصل ممثل وزارة الشؤون الدينية أن الجزائر تفضل الاعتماد على مشايخها لتنشيط برامج تلفزيونية، وتتجنب الاعتماد على الأجانب حفاظا على استقرار البلاد وتماسك المجتمع، وأن المشايخ الجزائريين يستطيعون القيام بالمهمة على أكمل وجه، مشيرا في السياق ذاته إلى سر تأثير القنوات الفضائية على عقول الجزائريين، التي تعتمد على استعمال التقنيات الرفيعة وطريقة الإخراج والإعداد والاستوديوهات الفاخرة التي تعد بها البرامج وسرعة تنظيم موائد وربط الاتصالات حتى على مسافات بعيدة• وتجدر الإشارة أن الجزائر قد شهدت منذ سنوات محاولات لخلق مد شيعي انطلاقا من ولايات معينة، معتبرين ذلك حقا مضمونا في الدستور في نص المادة 61 التي تقر بالحريات الدينية، لكن السلطات قامت بتطويق هذه المحاولات ووضعت متزعميها تحت المراقبة، وأن العديد من العراقيين والسوريين واللبنانين من أصول شيعية، الذين يدخلون الجزائر في إطار إبرام عقود العمل أو التجارة، ساهموا أيضا في التأثير على عقول بعض الجزائريين وتشييعهم، سيما من عقدوا قران زواج• تحفيزات وزارة التضامن وفيروس أنفلونزا الخنازير وراء ارتفاع عدد العائدين المطارات والموانئ استقبلت أزيد من 630 ألف مغترب منذ بداية الصيف.