الصلاة تزيد في إيمان المؤمن: مصداقاً لقوله تعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون'' (2) (الأنفال)، أي لا يرجون سواه، ولا يقصدون إلا إيّاه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه، ولا يحتمون إلا بحماه• ثم بيَّن الله تعالى المتصفين بهذه الصفات فقال: ''الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون'' (3) (الأنفال)، قال قتادة: إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها، وقال مقاتل: إقامتها المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها، وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، هذه إقامتها• إن ثمرة إقامة الصلاة هي الخشوع فيها، لأن الخشوع في الصلاة بمنزلة الرأس من الجسد، وقد مدح الله الخاشعين في الصلاة فقال تعالى: ''قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون'' (2) (المؤمنون)• ومعنى ''ومما رزقناهم ينفقون:'' أنفقوا مما رزقهم الله لأنهم يعلمون أن هذه الأموال ودائع عندهم، أوشكوا أن يفارقوها ويتركوها لغيرهم، وحسابها يكون عليهم، فسارعوا إلى أداء زكاتهم، فكانوا مؤمنين كما وصفهم ربهم بقوله: ''أولئك هم المؤمنون حقا'' (الأنفال)، أي المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حق الإيمان• وقال عمرو بن مرة في قوله: ''أولئك هم المؤمنون حقا'' يقال فلان سيد حقاً وفلان تاجر حقاً، وفلان شاعر حقاً، وأقول: عندما تجد طبيباً ماهراً تقول إنه طبيب ماهر حقاً• وعن أبي سعيد الخدري عن النبي ص قال: إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان، ثم قرأ الآية: ''إنما يعمر مساجد الله''• المراجع: تفسير ابن كثير ونزهة المتقين بشرح رياض الصالحين•