جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نداءه إلى الجماعة المسلحة لتطليق لغة السلاح والعودة إلى أحضان الشعب، مؤكدا في السياق ذاته على مواصلة محاربة من يرفضون الاستجابة للتدابير الواردة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية كاستراتيجية زكاها الشعب عبر الاقتراع العام أو من قبل ممثليه في البرلمان شكلت وحدة الموقف الشعبي• وعبر خطاب رئيس الجمهورية في رسالة قرأها نيابة عنه ممثله الشخصي عبد العزيز بلخادم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمجاهد المنظم بالنادي الوطني للجيش عن ''إننا ذاهبون للاستمرار في الإبقاء على إجراءات المصالحة الوطنية كأحد مرتكزات بناء السلم والاستقرار في البلاد لتوفير شروط التنمية واستعادة الأبناء الذين غرر بهم ممن ضلت بهم السبل وتفرقت بين ديننا الحنيف وبين العناصر المرتزقة والمأجورة التي احترفت الجريمة والقتل العشوائي والتدمير الشامل للمجتمع الجزائري لأغراض مشبوهة ودنيئة''• وأكد رئيس الجمهورية على استمرار الدولة في خيار المصالحة الوطنية، مشيرا إلى ''الفرص السانحة لهذه الفئة بالعودة إلى جادة الصواب والاستفادة من ميثاق الوئام المدني والمصالحة الوطنية''• ولمح الرئيس إلى إمكانية تعميق المصالحة الوطنية في المستقبل إلى عفو شامل قائلا ''إن الدولة لا تزال على عهدها من منطلق قناعات الشعب الدينية ومسؤولياته التاريخية وخياراته الاستراتيجية''، غير أن لغة الرئيس لم تخل من الوعيد بالنسبة للعناصر التي ترفض العودة إلى أحضان الشعب والاستفادة من الفرص المتاحة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، قائلا ''غير أن الدولة تملك الإرادة الصلبة والقوة الكافية للتصدي بحزم لكافة الذين خرجوا عن الصفوف ورفضوا اليد الممدودة''• وانتقد الرئيس الإرهاب لأنه أعمى ويقتل باسم الإسلام ''من خلال اعتماده التكفير منهجا والتدمير أسلوبا، وهو بذلك يتنكر لتضحيات حرائر الجزائر''• ووصف رئيس الجمهورية مهندسي الهجرة الغير شرعية عبر قوارب الموت للشباب بعديمي الضمير والأخلاق، كما صنف الأشخاص الذين يعتدون على المال العام وخائني الأمانة ومن يحرّضون القصر على الفساد في نفس الخانة• كما دعا رئيس الجمهورية بالمناسبة إلى التحلي بالموضوعية والمنهج العلمي في كتابة التاريخ بالنظر للوسائل والإمكانيات المتوفرة قائلا إن ''الواجب اليوم يحتم علينا أن نتجاوز توصيف الأحداث وتصفيفها في التاريخ، كما لو كانت أحداثا باهتة بلا أبعاد أو أحداث لا تستند إلى علل أو أسباب''• واعتبر الظاهرة التاريخية ذات خصوصية تقتضي التدقيق والتمحيص لدراستها وأوصى المؤرخين بالتريث في إصدار الأحكام على الظواهر التاريخية ''يجب أن لا نتعجل في الحكم على الثورة قبل أن ندرسها بعمق وموضوعية وعلمية وفي سياقها التاريخي''•