في ثالث إطلالة لك بالجزائر لهذه السنة، ما هو شعورك وأنت تلتقين بالجمهور الجزائري مرة أخرى؟ الحقيقة أني جد مسرورة بلقائي مع الجمهور الجزائري، العاشق لمختلف الطبوع الموسيقية، والحمد لله كانت لي فرصة لقاء الجمهور الجزائري في أكثر من مناسبة، وأكثر من مكان، آخرها مدينة عنابة، حيث شاركت في فعاليات مهرجان الأغنية الحضرية، والحفل كان جد ناجح، واليوم لدي لقاء مع الجمهور العاصمي، للمشاركة في حفل يندرج ضمن فعاليات ليالي رمضان التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الذي أشكره على ثقته فيَّ، وأشكر أكثر الجمهور الجزائري· تمت برمجة اسمك منذ أيام في الحفل الختامي لمهرجان الأغنية الحضرية، الذي احتضنته ولاية عنابة، ألا ترين بأنها مسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقك من قبل المنظمين؟ صحيح، قبل الحفل الختامي والذي كنت قد برمجت للغناء فيه شعرت بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، خاصة وأني كنت ضيفة شرف المهرجان في طبعته الرابعة لهذه السنة، لكن تفاعل الجمهور مع الوصلات الغنائية التي أدّيتها، أكسبني ثقة في نفسي، وهذا ما شجعني على أن أبدع على خشبة المسرح، والحمد لله أعتقد بأنني وفّقت في ذلك الحفل، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور العاصمي في حفل الليلة، خاصة وأنا على علم تام بأن هذا الجمهور يتذوّق العديد من الطبوع الغنائية المحلية والعالمية· قدمت في العديد من المناسبات التي كنت فيها ضيفة على الجزائر، عدة أغاني جزائرية، مما يوحي لنا بوجود علاقة بينك وبين الموسيقى الجزائرية؟ لعلمك أنا أقدم نوعا غنائيا قريبا من الموسيقى الجزائرية، باعتبار أننا ننتمي إلى نفس المنطقة، ولدينا تقريبا عادات متشابهة، كما أن التونسيين متأثرون جدا بالأغنية الجزائرية وبخاصة أغنية الراي، التي حققت انتشارا واسعا في مختلف ربوع العالم· بالحديث عن الأغنية الجزائرية، بمن تأثرت نبيهة في مسيرتها الفنية، خاصة الفنانين الجزائريين، إذا اعتبرنا أنك من المتذوقات للفن الجزائري؟ أكيد أنا متأثرة ومنذ الصبا بالعديد من الأصوات الغنائية الجزائرية، وبخاصة رابح درياسة، الذي أعشق صوته، وأحلم بتقديم أغنية معه، فهو بمثابة عميد الأغنية المغاربية، وباعتباري متأثرة وعاشقة للأغنية التراثية التي يتقنها بشكل مذهل، وأنا أحرص على تقديم أشهر ما قدم هذا العملاق، للفن الجزائري والعربي بشكل عام· ماذا يعني لك المشاركة في المهرجانات الجزائرية، مقارنة بالمهرجانات العربية، التي لطالما تألقت فوق منابرها؟ سبق وأن قلت بأن المشاركة في المهرجانات الجزائرية على تعدّدها، هو إضافة لأي فنان عربي، وأنا أحرص كل الحرص على المشاركة في هذه المهرجانات سواء مهرجان تيمفاد، أو مهرجان جميلة، أو ليالي الكازيف· قيل بأن نبيهة كراولي بدأت مسيرتها الفنية بتقديمها للأغاني التراثية، ثم ما لبثت أن انساقت خلف الأغاني التجارية، ومع ذلك لم تنجح نبيهة في اختراق المشهد الفني العربي، بِمَ تردين على ذلك؟ قدمت منذ أزيد عن 20 سنة أغاني تراثية، ولا زلت أحرص على تقديم الفن النظيف البعيد عن الإغراء والتكليف، ولو كنت أنساق خلف الأغاني التجارية لما تواجدت في مهرجان الإنشاد هذا··وأعتقد بأن مسيرتي الفنية التي حرصت فيها على تقديم الأغاني النظيفة، يثبت لكل المدّعين بأني لست من الذين ينساقون خلف الأغاني التجارية· ما رأيك في موجة ''فنانات الاستعراض''، وكيف تقيمين الساحة الفنية العربية، التي تعجّ بالدخلاء على الفن؟ لكل فنان طريقته في ولوج الساحة الغنائية المحلية، والعربية، ولكل منّا أيضا مدرسته، وقناعاته الشخصية· قد أتشابه مع الكثيرات في طريقة الظهور وهذا ليس عيبا، لكن يبقى لكل فنان طريقته الخاصة في تذوق الموسيقى تماما كالمستمعين، وما يهمني أنا شخصيا هو أن أبقى محافظة على طبيعتي وانتمائي العربي الأصيل، ويبقى لكل فنان حضوره وصوته وصورته، لكن الأكيد أنني لم أكن في يوم من الأيام مطربة استعراض، ولن أكونها· لم تكتفي بتقديم الأغنية التونسية والمغاربية، بل تحرصين كل الحرص على تقديم الأغنية المشرقية، كما أنك توجهت مؤخرا إلى تقديم الأغنية الخليجية، ما السر وراء ذلك؟ ليس سرا بقدر ما هو رغبة في الوصول إلى كل الشرائح العربية، بمغربها ومشرقها وخليجها، وأحاول أن أكون سفيرة الأغنية التونسية إلى هناك، بالإضافة إلى أنني أهتم بكافة الطبوع الموسيقية على غرار الراي الجزائري، الموسيقى التونسية، المشرقية، والخليجية أيضا، ثم على الفنان أن يقدم ما يطلبه الجمهور لا ما يطلبه لنفسه فقط، ونحن ملزمون بأن نقدم ما يريده الجمهور، وكما تعرفون فالجمهور العربي ذوّاق· أي فنان تتمنين الغناء بجانبه، جزائري كان أم عربي؟ كما قلت في بداية حديثي معك، لطالما تمنيت الغناء مع عملاق الأغنية المغاربية والعربية رابح درياسة، كما أتمنى أيضا أن تتاح لي فرصة التعامل مع نجوم الأغنية الجزائرية وكم هم كثر، فالجزائر تمتلك العديد من الأسماء الفنية التي نفتخر بأنهم سفراء الأغنية المغاربية والعربية في العديد من البلدان الأجنبية كالشاب خالد، الشاب بلال، والشاب مامي· هل هناك تعاون في الأفق بينك وبين مطربين أو شعراء جزائريين مثلا؟ هناك تعاون في الأفق مع بعض الملحنين والشعراء الجزائريين، أتمنى أن يكلّل هذا التعاون بالنجاح في القريب العاجل· قبل أن نختم حوارنا معك، ما جديد نبيهة كراولي، بعد سلسلة الحفلات التي أحييتها في الجزائر؟ ناك تعاون في الأفق مع الشاعر الليبي علي الكيلاني، الذي سبق وأن قدمت معه العديد من الأغاني الناجحة، كما أني سأسافر إلى القاهرة لتنفيذ مجموعة من الأغنيات، التي سأعود بها إلى الساحة الفنية العربية بعد الغياب المحسوس الذي شهدته منذ فترة·