بعد خطاب ''النية في الهبال'' الذي ألقاه القذافي على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، لم يعد أمام المنظمة الأممية إلا أن تستحي على عرضها، وتحسن من وضعها حتى لا تبقى أداة في يد الكبار تنفذ إملاءاتهم على الأمم، خاصة أمريكا التي صارت الأممالمتحدة ملحقة لكتابة الدولة للخارجية، لا مهمة لها سوى تنفيذ قرارات الخارجية الأمريكية، وتخلق لها الذرائع للتدخل في الشأن الداخلي للدول مثلما فعلت في أفغانستان والعراق، وربما سوريا وإيران لاحقا· خطاب القذافي، الذي أشفى غليل كل الشعوب المحفورة في العالم، وخاصة في إفريقيا، التي تكلم القذافي باسمها وطالب باسمها أيضا بالتعويضات على ما لحق بالقارة على يد المستعمر، جاء في أوانه وقال الكثير من الحقائق التي كان يجب أن تقال في هذا المنبر العالمي، الذي ابتعد كثيرا عن المهمة التي أنشئ من أجلها وهي الحفاظ على مصالح الشعوب ونشر السلم والعدل في العالم الذي يجب أن تحكمه القوانين وليس الأسلحة، وما على الساهرين على هذا التنظيم إلا المباشرة في إصلاحه ليتماشى وطموحات كل شعوب المعمورة، حتى لا يكون رهينة إشارة الخمسة الكبار الذين يتحكمون في مصير الكون بكثير من العنجهية والمظالم· ثم لماذا تبقى المنظمة رهينة أمريكا ورهن إشارتها، لا لشيء إلا لأن مقرها يوجد بالتراب الأمريكي، وأمريكا تقرر من يأتي ومن لا يأتي لاجتماعات الأممالمتحدة لأنها هي من يصدر تأشيرة دخول ترابها ومقر الجمعية، فقد ضيقت مؤخرا على إيران وقلصت من وفدها لحضور الإجتماع الأخير، والقذافي على حق عندما يطالب بنقل مقر الأممالمتحدة إلى الشرق، إلى بلد من بلدان آسيا، فنيويورك ليست آمنة لا على سكانها ولا على زوارها، فلماذا يجبر زعماء العالم على الذهاب إليها· الكثير من النقاط التي طرحها القذافي في خطابه تستحق الدعم والنضال من أجل تحقيقها لأنه عين الحق، ولابد على المنظمة الأممية العمل بها· هذا إذا أرادت أن تبقى الهيئة الأسمى