منذ أيام ليست بعيدة استقبلنا شهر عزيز على قلوبنا جميعاً كبارا وصغارا، أغنياء وفقراء، هو شهر رمضان الكريم، وها هي الأيام تمر سريعاً، وينقضي رمضان، ذهب رمضان ليعود إلينا في العام القادم إن شاء الله· ذهب شهر الصيام والقيام، شهر الرحمة والمغفرة والعتق، انقضى رمضان فليتنا نعرف من قبلت أعماله لنهنئه، ومن خسر فضل هذا الشهر الكريم لنعزيه· فعلى كل مسلم أن يقف بعد رمضان وقفة لمحاسبة نفسه، وقفة من أجل إصلاح القلوب، وقفة للمداومة على الأعمال التي كنا نداوم عليها في رمضان، من صيام وقيام وقراءة قرآن، فيجب أن يكون العبد مستمراً على طاعة الله، ثابتاً على شرعه، يعبد الله في جميع الشهور وليس شهرا دون شهر أو في مكان دون آخر أو مع قوم دون آخرين · بل يجب على العبد أن يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها، فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض· وعلينا أن نداوم على الأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان فعلينا أن نجتهد في العبادة بعد رمضان وحذار من الكسل والفتور، فإن لم نستطع العمل بالنوافل فلا يجوز لنا أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها· فكثير من المسلمين من يشكو من ضعف الهمة بعد رمضان، فقد كان يحافظ في رمضان على القيام والقرآن والصلاة في جماعة، ثم يأتي بعد رمضان كما لو كان لم يأت بها، فعلينا أن نعلم جميعا أنه من علامة قبول الطاعة، الطاعة بعدها، ومن علامة ردها المعصية والإعراض بعدها·