يعيش الحزب العتيد هذه الأيام بتيزي وزو حالة غليان قد تتطور أعراضها إلى فتنة إذا لم يتدخل الأمين العام للأفالان، عبد العزيز بلخادم، عاجلا لإسكات غضب المناضلين والقياديين، الذين يتحدثون عن تصفية حسابات من العيار الثقيل أشهرا قليلة قبل تنظيم المؤتمر التاسع المقرر مع بداية السنة المقبلة، وحسب عريضة تعرضت إلى مختلف المشاكل، اطلعت عليها ''الفجر''، فإن التفاصيل الأولى للقضية، بدأت عندما أقدم 53 رئيس قسمة بمعية 6 رؤساء بلديات بفتح شكوى تضم توقيعات أزيد من 95 شخصا، مطالبين بتنحية محافظ تيزي وزو، الذي اتهموه بالتعامل مع الأرسيدي وأطراف معارضة تدخلت في تسيير شؤون الحزب بالولاية لا علاقة لها بالسياسة، ليتربع أصحابها على عرش المحافظة، ما يتنافى والقوانين المسيرة للحزب، وكذا متابعتهم لذات المسؤول بالتقصير في حق المناضلين الذين لم يجتمعوا منذ تنصيب المحافظة، منددين بإلغاء مجلس هذه الهيئة القاعدية لأسباب مجهولة، ونددوا باستعمال الحزب لتحقيق المصالح الشخصية من طرف أعضاء المحافظة، الذين تجاوز نصابهم القانوني ال13 عضوا بدل ,11 كما نص عليه القانون الداخلي للحزب العتيد· وطفت إلى السطح خلال الأيام الأخيرة صراعات داخلية أجبرت مناضلي الأفالان على سحب الثقة من المحافظ، الذي حمله في سياق متصل عدد من رؤساء القسمات الوضعية الكاريثية التي آلت إليها العديد من البلديات التي يسيرها الأفالان بتيزي وزو، منها بلدية تيزي وزو على وجه الخصوص، التي عرفت حالة انسداد لمدة 8 أشهر دون أن يحرك ساكنا، ما استدعى حينه تدخل الوالي لخطورة الوضعية مع إعادة تشكيل مكتب جديد، إلى جانب إفلات عدد آخر من البلديات من يد الافالان خلال الانتخابات الأخيرة وتحويلها إلى صف أحزاب المعارضة بسبب غياب الحوار مع المحافظ باعتباره أيضا عضوا بالمجلس الشعبي الوطني، ومسؤولي الجماعات المحلية، للتباحث حول المشاكل العالقة وإيجاد الحلول لها· وتطورت هذه الوضعية إلى إعداد تقرير مفصل حول واقع محافظة تيزي وزو وكيفية تسير الأفالان بالولاية، مرفوقا بعريضة توقيعات، وإرساله الأسبوع الماضي إلى عبد العزيز بلخادم، مطالبين إياه بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا النزيف الداخلي، في انتظار تعيين لجنة وساطة خلال هذه الأيام بالولاية لمتابعة مستجدات القضية، لاسيما بعد رفض العديد من المناضلين التعامل مع مكتب المحافظة الحالي لتحضير المؤتمر التاسع·