تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وسع من نطاق نشاطاته في الساحل ويهدد المصالح الغربية اعتبر السيد روبير ميوللر المدير العام لمكتب التحقيقات الفيدرالية ''أف بي آي'' أن التهديد للأمن الأمريكي يأتي حاليا من أربع مصادر أساسية تعد مناطق نشاط تنظيم القاعدة أو فروعها، مشيرا إلى أن هذه المصادر تأتي من المناطق القبلية في باكستان وأفغانستان والجزائر والصومال• وقد جاء تصريح مسؤول الأمن الأمريكي خلال الشهادة التي قدمها أمام الكونغرس الأمريكي والتي أكد من خلالها وجود تعاون وثيق وتبادل معلومات بين الولاياتالمتحدة وعدد من البلدان من بينها الجزائر• وأكد مدير عام مكتب التحقيقات الفيدرالية، في تصريحه خلال اجتماع ضمه في دانفر بولاية كولورادو بكاتب الدولة الأمريكي للعدل إيريك هولدر وكاتبة الأمن الداخلي جانت نابوليتانو، على ضرورة إيجاد تنسيق أوثق بين مختلف الهيئات سواء الفدرالية أو المحلية لمواجهة الإرهاب حسب قوله• ولاحظ ميوللر، خلال لقاء جمع العديد من مسؤولي الأمن وأعضاء الجمعية الدولية لرؤساء الأمن التي سبق للجزائر أن شاركت في اجتماعاتها، أن العديد من مصادر التهديد تبقى قائمة بالنسبة للولايات المتحدة وأن الضرورة تقتضي تنسيق التحريات والتحقيقات وتدعيم التعاون بين مختلف الهيئات والوكالات، مضيفا أن تدعيم القوانين يمكن أن يلعب أيضا دورا في محاربة الإرهاب، ليستطرد بأن العديد من التهديدات لا تزال قائمة ومصدرها أساسا المناطق القبلية في باكستان وأفغانستان مضيفا: ''ولكن نلاحظ أيضا أن هنالك نشاطات باقية في الجزائر والصومال واليمن''• وسجل ميوللر قلقه من التزايد المعتبر لجيوب تضم أفراد متواجدون عبر العالم يتبنون إيديولوجية تنظيم القاعدة وينتسبون إليها، بمن فيهم من بإمكانهم العيش داخل الأراضي الأمريكية• ويأتي هذا التصريح، بعد الشهادة التي قدمها المسؤول الأول عن مكتب التحقيقات الفيدرالية أمام الكونغرس الأمريكي، وبالتحديد أمام اللجنة الفرعية للعدالة والتجارة والتي أشار فيها إلى اعتماد مكتب التحقيقات الفيدرالية لسياسة خاصة تتعلق بإقامة شبكات وتحالفات خاصة والاعتماد على عدد من الدول في مجال تبادل المعطيات والمعلومات وتطبيق القوانين الدولية• وقد تم تخصيص، في ميزانية 2009 ، حوالي 7,5 مليون دولار لتوسيع تواجد ال''أف بي آي'' في الخارج والحصول على معطيات ومعلومات تتعلق بمصادر التهديد من دول الأصل• وفي هذا السياق، تقرر فتح مكتب في الجزائر وتعيين ملحق جديد أسندت له عدة مهمات من بينها معالجة وتحليلات عدة حالات في إطار الحملة ضد ما يعرف بالإرهاب في المنطقة ومساهمة المكتب في تبادل المعلومات على مستويات عدة• على صعيد آخر، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضا عن تخرج عدة دفعات لمتربصين في معاهدها المتخصصة من بينها جزائريين، حيث بلغ العدد الإجمالي 2907 متخرجا دون تحديد عدد المتخرجين من كل بلد• في نفس السياق، يولي مكتب التحقيقات الفيدرالي اهتماما لتنامي دور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل الإفريقي وإفريقيا جنوبي الصحراء، وهو ما يتبين بالخصوص من خلال العرض المقدم من قبل مايك ليتر، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب أمام الكونغرس الأمريكي - لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية، حيث قال: ''لقد قام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتوسيع نطاق عملياته وتواجده في شمال إفريقيا، متجاوزا الحدود الجزائرية، وغالبا ما يستغل التنظيم المناطق غير المتحكم فيها أو الخالية أو البعيدة عن السيطرة في شمالي مالي• كما يقوم بتكثيف العمليات في مناطق جنوب موريتانيا، حيث قام بأكثر من 12 عملية استهدفت المصالح الغربية في المنطقة''، مضيفا ''وسجلنا أيضا اهتماما وميلا من التنظيم للقيام بعمليات في أوروبا وإطلاق تهديدات لفظية ضد فرنسا وعدد من القوى الأوروبية الأخرى، فضلا عن الولاياتالمتحدة، إضافة إلى استخدام سلاح الاختطاف والرهائن وطلب الفدية خاصة فيما يتعلق بالرهائن الغربيين''• وعبر المسؤول الأمريكي عن القلق من تنامي التنظيم من خلال التجنيد والتكوين والدعاية للعمليات التي يقوم بها''•