تتواصل الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي عبر مختلف أنحاء العالم والذي تبقى قضيته تشكل آخر مسألة تصفية استعمار في القارة الإفريقية رغم إقرار الشرعية الدولية وكل اللوائح الأممية بأحقية هذا الشعب في تقرير مصيره. وفي هذا السياق دعا المنتدى الاجتماعي العالمي الأممالمتحدة إلى "إتمام" مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وضمان احترام حق شعبها في تقرير المصير والاستقلال. وصادقت لجنة العمل للمنتدى على لائحة خلال اجتماعها المنعقد بمدينة ساو باولو البرازيلية أكدت فيها مجددا تضامنها مع الصحراويين بالأراضي المحتلة الذين "يتعرضون للاضطهاد ولكل أشكال انتهاكات حقوق الإنسان من طرف القوات الاستعمارية المغربية". كما أدان المنتدى الاجتماعي العالمي اعتقال النشطاء السبعة من أجل حقوق الإنسان مطالبا بالإفراج "الفوري" عن كل السجناء السياسيين الصحراويين. ونفس الموقف عبرت عنه عدة جمعيات حقوقية كتالونية التي أدانت توقيف النشطاء الصحراويين السبعة من طرف المغرب داعية إلى "إطلاق سراحهم الفوري واللامشروط". وأعربت هذه الجمعيات في بيان مشترك عن "تضامنها الكامل" مع الحقوقيين الصحراويين وعن انشغالها إزاء احتمال انتقام السلطات المغربية منهم بعرضهم على المحكمة العسكرية مما يعرضهم لأحكام جائرة وقاسية. في هذا الخصوص أدانت الجمعية الكتالونية للحقوقيين الديمقراطيين ومعهد حقوق الانسان بكتالونيا وحقوقيون متضامنون والجمعية الكتالونية للدفاع عن حقوق الإنسان ولجنة الدفاع لنقابة المحامين ببرشلونة "التخويف المتزايد واضطهاد السكان المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة من طرف المغرب". من جهة أخرى دعت هذه الجمعيات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس إلى "اللجوء إلى استخدام الآليات القانونية من أجل حماية النشطاء الحقوقيين والسكان الصحراويين بالأراضي المحتلة "والتعجيل بتعيين مقرر لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة خاص بالأراضي الصحراوية المحتلة. تزامنا مع ذلك سيتم تنظيم أسبوع تضامني مع كفاح الشعب الصحراوي ابتداء من يوم السبت المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس وذلك بمبادرة من الجمعية الثقافية "عشتار". وتأمل جمعية عشتار خلال هذا الأسبوع الذي سينظم تحت شعار "منسيو الصحراء: الوجهة نحو الصحراء الغربية" في تسليط الضوء على قضية الشعب الصحراوي في كفاحه ضد الاستعمار المغربي ومن أجل ممارسة حقوقه الوطنية وفي مقدمتها حق تقرير المصير. وستعطى إشارة الانطلاق من خلال تدشين معرض للصور الفوتوغرافية أنجزه باتريشيو بيدرو افالو بعنوان "صحراء-صحراوي". كما ستنظم الجمعية الثقافية الفرنسية الصحراوية معرضا للصناعات التقليدية واللوحات التقليدية تعكس مدى ثراء وتنوع التراث الصحراوي. من جانبه سيعرض الكاتب والصحفي الأمريكي ومناضل القضية الصحراوية جون لامور فيلما وثائقيا بعنوان "بناء النسيان". كما يتضمن البرنامج جلسة شعرية وبيع بالإهداء تنشطه ريجين فيلمون الأمينة العامة لجمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي نشرت مؤخرا كتاب "مع الصحراويين: تاريخ تضامني من 1975 إلى أيامنا هذه" وكذا ايزابيل بولتيي مؤلفة كتاب "الداخلة موجودة رغم كل شيئ" الذي تتناول فيه تجربتها في وضع برنامج تربوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين. في ذات الإطار ينتظر أن يقيم المنظمون مائدة مستديرة بمشاركة فاعلين من الحركة التضامنية الدولية وممثلين عن جمعية "حق التضامن" واللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق لإنسان في الصحراء الغربية "كوريلسو" وكذا الجمعية الفرنسية للتضامن والصداقة مع شعوب إفريقيا. ويتزامن هذا الأسبوع التضامني مع تنظيم تظاهرة ضد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة يوم السبت المقبل.