أعلن أمس بالجزائر عن تأسيس أرضية إفريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي تضم ثلاث دول إفريقية هي نيجيريا، جنوب إفريقيا والجزائر في إنتظار توسيع المبادرة إلى بقية الدول الإفريقية بهدف تسليط الضوء على القضية الصحراوية وإبراز الدعم الإفريقي لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والإستقلال. وفي كلمة له خلال الإجتماع الرباعي الذي ضم سفراء وسياسيين وشخصيات وازنة وممثلي المجتمع المدني النيجيري والجنوب الإفريقي والجزائري، إلى جانب وفد صحراوي تقدمه سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر السيد ابراهيم غالي والمنسق مع بعثة المينورسو وعضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو السيد امحمد خداد، أبرز رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محمد محرز العماري أهمية الإجتماع كونه يشكل لبنة جديدة في صرح التضامن الإفريقي مع الشعب الصحراوي، مشيرا إلى دور الجزائر الثابت في دعم ومساندة القضية الصحراوية النابع من مبادئ ثورة أول نوفمبر. وفي هذا السياق جدد ذات المتحدث استمرار دعم الجزائر للشعب الصحراوي ومساندته في قضيته العادلة إلى غاية تحقيق النصر والاستقلال وذلك إيمانا منها بأن الصحراء الغربية هي آخر قضية تصفية استعمار في افريقيا. وأكد العماري أن المبادرة التي ضمت ثلاث دول سيتم توسيعها مستقبلا الى دول إفريقية أخرى في خطوة لضم أكبر الأصوات الداعمة والمساندة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وإيصالها للرأي العام الدولي المطالب اليوم بالضغط أكثر والعمل على حمل الغازي المغربي على الانصياع للشرعية الدولية وتطبيق مواثيق الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن الداعية إلى ايجاد حل للقضية الصحراوية. من جهته أكد ممثل وفد جنوب إفريقيا، رئيس لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي الجنرال كييت ميكوابي دعم بلاده لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير معتبرا أن هذا الأمر خارج كل نقاش. وندد ذات المسؤول بالانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها النظام المغربي في حق الصحراويين المتواجدين في الأراضي المحتلة مشبها إياها بنظام الآبارتايد الذي ساد جنوب إفريقيا في السنوات الماضية، مضيفا أن الوضعية التي يعيشها الصحراويون في أرضهم تذكرهم بهذا النظام العنصري وهو ما يجعلهم يشعرون بالألم لما يعانيه هؤلاء الابرياء ويعطيهم دفعا للعمل بشكل أكبر وفعال من أجل دفع القضية الصحراوية للأمام وإعادة اللاجئين الصحراويين إلى أرضهم وهي تنعم بالاستقلال. أما سفير نيجيريا في الجزائر السيد جيواي حسن، فأبرز بدوره دعم بلاده للقضية الصحراوية حيث أكد أن نيجيريا إلى جانب الجزائروجنوب إفريقيا تساند كل قضايا التحرر في العالم بما فيها قضية الشعب الصحراوي العادلة مشيرا إلى أنه توجد تعبئة شاملة بنيجيريا على مستوى الجامعات والنقابات للتحسيس بالقضية الصحراوية. وبدوره أوضح ممثل المجتمع المدني النيجيري، أن المجتمع النيجيري وانطلاقا من تجربته بالشعور بطعم الاستقلال يعي أهمية الاستقلال لذا هو يعمل على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي من أجل تكريس الممارسة الديمقراطية من خلال دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره مضيفا أن تقرير المصير جوهري لذا قررنا انطلاقا من مبادئ انسانية الدفاع عن هذا المبدأ يضيف ممثل المجتمع المدني النيجيري الذي أكد أن الشعب النيجيري كأفارقة لن يشعروا بطعم الاستقلال مادام توجد بعض الاجزاء في إشارة للصحراء الغربية لازالت مستعمرة في إفريقيا. من جهته، ثمن رئيس الوفد الصحراوي السيد محمد خداد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو والمنسق مع بعثة المينورسو اللقاء الإفريقي الرباعي، معربا عن أمله في أن يكون انطلاقة لحملة إفريقية شاملة من أجل التضامن مع الشعب الصحراوي. واعتبر ذات المسؤول أن اللقاء خطوة مهمة لتقوية ودعم التضامن مع الشعب الصحراوي على أعتبار أن الدعم جاء هذه المرة من ثلاث دول لها وزن سياسي واقتصادي وتاريخي يحسب له ألف حساب، يمكن أن يكون له تأثير على المستوى العالمي بدأ من دول أوربا وبالخصوص فرنسا التي لازالت تعرقل ملف القضية الصحراوية بالوقوف إلى جانب الغازي المغربي والضغط في مجلس الأمن لعدم إدراج عملية مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ضمن مهام بعثة المينورسو للمنطقة حتى لا تكتشف جرائم حليفها. وفي هذا السياق جدد السيد خداد مطلب البوليزاريو الداعي إلى إيجاد ميكانيزمات أو آليات جديدة لمراقبة حقوق الانسان في المنطقة الصحراوية محملا مجلس الأمن مسؤولية ذلك. وبعد أن ذكر بمعاناة الشعب الصحراوي التي يتلقاها على يد الغزاة المغاربة منذ 34 سنة من تشريد واحتلال وانتهاكات لحقوق الإنسان أكد أن الشعب الصحراوي لا يطالب اليوم إلا بحقه الطبيعي وهو التعبير عن إرادته لنيل كامل حقوقه. تجدر الإشارة إلى أن الإجتماع توج ببيان ختامي دعا من خلاله المشاركون الأفارقة مجلس الأمن والأممالمتحدة لتحمل مسؤولياتهما باعتبارهما الجهة المسؤولة عن حفظ وصيانة السلام والأمن والعمل والتحرك من أجل حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، كما دعوا إلى مشاركة واسعة للممثلين الأفارقة في عمل اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للامم المتحدة باعتبارها تشكل بعدا يعكس التضامن الشعبي مع الشعب الصحراوي. وطالب البيان بالمشاركة الإفريقية الشاملة في المؤتمر الدولي الذي سيعقد في فرنسا شهر أكتوبر القادم، مع برمجة اجتماع قمة للصليب والهلال الأحمر للدول الثلاثة المجتمعة لتكثيف العمل المشترك من المعونات والمساعدات الإنسانية باتجاه مخيمات اللاجئين الصحراويين. كما تم الاتفاق على عقد اجتماعات منتظمة على أساس مبدأ التناوب بين الجزائروجنوب افريقيا ونيجيريا، على أن يعقد الاجتماع القادم بجنوب افريقيا في الثلاثي الثاني من السنة الجارية.