أما نحن فلست أفهم لمَ لا نريح أحفادنا من القراءات المغلوطة·· ونتفق على قراءة واحدة سريعا وقبل فوات الأوان·· ويكفينا من المذكرات التي تشبه آخر اليأس في أخر العمر· هل لا ندرك بعد أن الطعن في القضية هو خسارة نهائية لكل القضايا·· والدليل أننا لا نحمل قضية باهرة تفوق عيوننا ونموت من أجلها·· كل القضايا التي نلعن من الصباح إلى المساء هي الحصول على سكن وزوج يساندنا غلاء المعيشة·· وقد ينتهي العمر من دون أن نخرس السقف· وربما تلك هي الطبيعة البسيطة، فالحياة الكريمة قضية عادلة لابد أن تنصف صاحبها يوماً، ولكن هل لمثقفينا ذات القضية؟؟ قد لا نشكو ضياع السقف لأننا نشعر أن السماء سقف الأمنيات·· وقد لا نعاند كثيرا في ربط الآخر إلى قلاعنا، لأن السند يبدأ من خيالنا وينتهي إليه·· لذا القضايا بالنسبة إلينا علينا أن تحوي البطولات الرفيعة·· اقترنت القضية في وقت ما بالوطن الصغير الذي لا يزال يملك دهشة الحب الأول، ولذا بمقاربة قرابة يمكن أن نجعل القضية هي تحقيق العدالة السياسية أو الحفاظ على الديمقراطية أو··الخ على شاكلة كل الذي يقال ولا يفهم·· ومع الإعلام ودهشة الطائرة، يمكن أن يحصل الوطن العربي على كم كبير من القضايا العادلة، فاليهود وأمريكا لا يزالون كما الشوك·· ولكنهم اخترعوا مبادئ سامية علينا أن لا نحيد عنها كي لا نتهم بالعصبية وعدم القدرة على العيش مع الآخر، هذا كي نسقط في فخ القضايا العالمية فالعالم بلونه الأخضر وثقب الأوزون·· ولكن حتما هناك قضية تستحق الموت·· وأولها رفض الحياة الشاحبة كما الموت··