ما يحدث في صفوف الكتّاب هذه الأيام مؤسف ومحزن·· ويتجاوز الأسف والأسى الذي يعيشه الصحفيون! الكتّاب هم في الحقيقة طليعة هذه الأمة وفانوسها الذي ينبغي أن تسير على هدي أضوائه·· لكن ما يحدث من تشرذم واقتتال في هذا الاتحاد يجعلنا نفقد الأمل، كل الأمل، في الخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد! الأحزاب السياسية تتشرذم وتتفتّت بفعل فاعل أو بفعل مناضليها·· والصحافة هي الأخرى تائهة في متاهات السقوط الحر نحو تصفية بعض المكاسب التي تحققت في الزمن الصعب! والظاهرة البرلمانية وصلت إلى حد المسخرة! ومؤسسات الدولة هي الأخرى باتت تسبح في لجج الفساد الخانق! المحزن حقا ليس فقط في وجود هذا التصحر والتشرذم في مرافق الأمة الحبوبة·· بل المحزن أيضا أنه لا يوجد أي بديل جدي للخروج من هذه الوضعية·· لا يوجد البديل السياسي·· ولا يوجد البديل الاقتصادي·· ولا يوجد البديل الثقافي! الشعب أصبح شبه تائه بين الثالوث المقيت·· الرداءة والفساد والتشرذم··! عندما يناضل الكتّاب ضد بعضهم البعض في صراع محموم للفوز بكرسي في الاتحاد لا معنى له! ويناضل الصحفيون ضد بعضهم البعض من أجل الفوز بشرف العمالة للفساد والرداءة·· ويناضل المناضلون في الأحزاب ضد بعضهم البعض بواسطة ''التصحيحيات'' والمؤامرات العلمية، للفوز بمشيخة سياسية في هذا الحزب أوذاك، تؤهل صاحبها لأن يكون مناضل فساد بامتياز! عندما يحدث ذلك فذاك يعني أن الأمة قد ''رزيت'' بجائحة سياسية ثقافية إعلامية أتت على عناصر المناعة لديها! قد يقول قائل: إن ما يحدث في اتحاد الكتاب هو الجزء الظاهر من حيل الانهيار العام الذي يصيب جسم البلد في مفاصله الحيوية·· لكن إلى متى يبقى هذا الانهيار متواصلا؟! اللّه وحده يعلم ما قد يحصل للبلد في ظل هذا الجو الخانق!؟