سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تحاول مقايضة الجزائر سياسيا .. "أفريكوم " مقابل الحذف من " القائمة السوداء" بعد أقل من 48 ساعة من مغادرة" ساندرسون "، قائد القوات الجوية الأمريكية يحل بالجزائر
بعد أقل من 48 ساعة من مغادرة مساعدة كاتب الدولة للخارجية الأمريكية مكلفة بملف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جانيت ساندرسون، الجزائر التي حملت معها " رسالة الاستياء والسخط الجزائري " إلى البيت الأبيض بسبب إدراج واشنطنالجزائر ضمن قائمة "الدول الخطيرة" مودعة وزيرنا للخارجية مراد مدلسي ب " وعد " إبلاغ المسؤولين الأمريكان باعادة النظر في الملف، حل الجنرال رونالد لادنيي قائد القوات الجوية الأمريكية في إفريقيا"أفريكوم" بالجزائر . زيارة الجنرال رونالد لادنيي قائد القوات الجوية الأمريكية تبدو في تحمل ظاهريا صفة " "التعاون " لتباحث آليات وضع استراتيجية عسكرية جوية مشتركة مع القوات الجوية الجزائرية بهدف تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وباطنها يحمل "مطلب أمريكي " يعتبره المراقبون بمثابة " مقايضة" بمعنى أن واشنطن تريد تنازل الجزائر عن رفضها لإقامة قاعدة " الأفريكوم " مقابل حذفها من" القائمة السوداء " التي تحمل 14 دولة مصنفة " خطيرة "وعقب مباحثات أجراها الجنرال رونالد لادنيي قائد القوات الجوية الأمريكية في إفريقيا"أفريكوم"مع كبار المسؤولين العسكريين في البلاد قال أن واشنطن تراهن كثيرا على التنسيق والتعاون الجزائري لوضع تصور استراتيجي مشترك في مجال التعاون الجوي، مشيرا إلى أن التعاون العسكري بين البلدين يتعلق في الوقت الراهن بالتكوين وتبادل المعلومات التقنية فيما يخص الطائرات والتدخل في حالة وقوع كوارث طبيعية والإنقاذ". الجنرال لادنيي حمل رسالة تنويه وتثمين السلطات بواشنطن الدور المحوري والأساسي الذي تلعبه الجزائر في منطقة الصحراء والساحل الإفريقي في مجال مكافحة الإرهاب وهنا يبرز -حسب المراقبين – التناقض الصارخ للإدارة الأمريكية وخطابها المزدوج اتجاه الجزائر التي تدرج من جهة في قائمة الدول الخطيرة على الأمن القومي الأمريكي ومن جهة أخرى " تبارك" جهودها وتثمنها بل وصنفتها في وقت سابق ضمن الدول التي أصبحت قاب قوسين أوأدنى من الدول التي تمكنت من تجفيف منابع الإرهاب واستئصال جذوته. ويرى المتتبعبن لملفات العلاقات بين البلدين أن زيارة الجنرال رونالد لادنيي إلى الجزائر مباشرة بعد مغادرة جانييت ساندرسون مساعدة كاتب الدولة للخارجية الأمريكية مكلفة بملف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن" المطلب الأمريكي "بات الآن جليا وواضحا حيث تسعى لإقناع الجزائر بجدوى نقل مقر قيادة "أفريكوم" من شتوتغارت في المانيا إلى إفريقيا وخاصة إلى الجزائر، وهوالمطلب الذي سبق للجزائر أن أعلنت في العديد من المناسبات رفضها له بل استبعدت أدنى احتمال بالسماح لأي تواجد عسكري أجنبي في البلاد وأيضا في دول شمال إفريقيا والساحل الإفريقي، بالرغم من أن واشنطن ما تزال " تدعي " بأن الأمر يتعلق بنشاط لوجستيي مشترك يرمي إلى دعم الترسانة العسكرية لجيوش المنطقة بالخبرة والاحترافية للتصدي للتهديدات الأمنية في المنطقة .