في الوقت الذي ترى فيه وزارة السياحة والبيئة وتهيئة الإقليم أنها تبذل جهودا معتبرة لدفع وتيرة النشاط السياحي، أكدت جل الوكالات السياحية المشاركة في الصالون الدولي للسياحة والأسفار عكس ذلك، حيث اتفق أصحابها على أن جلب السياح الأجانب لن يتحقق في ظل غياب استراتيجية فعالة تمكنها من إخراج النشاط السياحي من دائرة القرارات الإدارية• وحسب رئيس النقابة الوطنية لوكالات السياحة والسفر لمنطقة الوسط، حمينة صلاح الدين، فإن الوكالات السياحية الجزائرية مكبلة بمجموعة من العراقيل التي تواجهها في الدفع بالنشاط السياحي وجلب السياح الأجانب، بسبب حصول بعض الوكالات على اعتمادات دون أن تربطهم بالسياحة أية علاقة، وبمجرد حصول الوكالات على اعتمادات تشرع في النشاط وفي إقامة سلسلة من الاتصالات مع وكالات أجنبية عن طريق تقديم أسعار تنافسية• وفي آخر الأمر تقوم بالتلاعب بالوفود الأجنبية، عن طريق تغيير الأسعار المتفق عليها، الأمر الذي عاد بالسلب على سمعة بقية الوكالات التي تحترم أخلاقيات المهنة وساهم بشكل كبير في تشويه سمعة الوكالات الناشطة• ويرى حمينة صلاح الدين، أن الوكالات السياحية لا تستطيع لوحدها جلب السياح الأجانب، طالما أن تكلفة التنقل إلى الجزائر جوا من أغلى الوجهات عالميا، ما يضاعف من متاعب استقطاب الأجانب، مستغربا في الوقت ذاته طريقة تعامل الخطوط الجوية الجزائرية مع الوكالات التي تعتبرها منافسا وليس كشريك، مضيفا ''من المفروض أن تكون وكالات السياحة والأسفار شريكا للخطوط الجوية الجزائرية التي لا تزال تنظر إلينا بنظرة الاستعلاء''• وفي سياق متصل، أبرز ذات المتحدث أن أهم عامل يعرقل نشاطات الوكالات يكمن في غياب الاتصال بين الوكالات ومختلف المتعاملين النشاطين في هذا المجال كالفنادق، فبالإضافة إلى التكلفة الباهظة لنقل السياح جوا، يصادف السائح بغلاء تسعيرة قضاء ليلة واحدة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن تسعيرة غرفة ليلة واحدة بفندق راق بالعاصمة تعادل تكلفة قضاء أسبوع بالجمهورية التونسية• وإلى جانب ذلك، ترى الوكالات السياحية التي تحدثت إليها ''الفجر'' في المعرض الدولي للسياحة والأسفار، أن الهيئات المعنية وعلى رأسها وزارة السياحة وتهيئة الإقليم والبيئة، لم تنجح بعد في الترويج للسياحة والمنتوج الوطني، بدليل أن الوكالات السياحية الوطنية بقيت هي الوحيدة التي تشارك في المعارض المقامة خارج الوطن بأموالها الخاصة، على خلاف بقية الوكالات الأجنبية التي تخصص دولها ميزانيات معتبرة لعرض منتجاتها والتعريف بثرواتها السياحية•