تعود وقائع هذه القضية التي شهدتها بلدية تارمونت إلى شهر مارس من العام الماضي، عندما تلقت فرقة الدرك الوطني مكالمة هاتفية من طرف (ع• ف) تفيد بأنها قامت بطعن فتاة بواسطة سكين، وهي ملقاة وسط دمائها بالقرب من أحد المسالك الفلاحية التي تبعد على مقر البلدية بحوالي 5 كلم• وعند تنقل عناصر من الدرك إلى المسكن العائلي للمتهمة (ع• ن) تم استقبالهم من طرف صاحبة المكالمة التي كانت برفقة شقيقتها، وبدأت كل واحدة منهما تدعي ارتكابها للجريمة، حيث أرادت (ع• ف) إبعاد التهمة عن شقيقتها لكونها طالبة جامعية ولا تريد تحطيم مستقبلها العلمي• وأفادت في تصريحاتها أنها في ذلك اليوم الموافق ل 19 مارس في منتصف النهار كانت بمنزلها العائلي، وأن إحدى أخواتها أخبرتها بأن شقيقتهم (ع• ن) دخلت في شجار عنيف مع الضحية (ج•ه) على مستوى المسلك الترابي القريب من مسكنهم، فاتصلت بوالدها هاتفيا للالتحاق• وبعد وصول أختها إلى المنزل كانت في حالة يرثى لها ولاحظت قطرات من الدم على يدها وأنفها، وبعدما قامت بتنظيفها، طلبت منها بأن تتحمل كامل المسؤولية وأنها هي من قامت بطعن الضحية• وعند سماع المتهمة، (ع• ن) صرحت أنها في ذلك اليوم توجهت صباحا رفقة والدها إلى منزل الضحية، وطلبت من والدتها السماح لها بالخروج ومرافقتها إلى مدينة المسيلة للبحث عن أختها الصغرى البالغة من العمر 15 سنة، والتي كانت قد غادرت المنزل في اليوم الذي مضى• وتوجه ثلاثتهم إلى المسيلة، وعند وصولهم، توجهت رفقة الضحية سيرا على الأقدام عبر شوارع المدينة بحثا عن شقيقتها الصغرى التي لم يعثر لها على أثر، وقبل عودتهم إلى بلدية تارمونت، اشترت المتهمة بعض الأواني المنزلية من بينها سكين وعادت رفقة الضحية على متن سيارة للنقل الجماعي للمسافرين• وبعد نزولهما بتارمونت، سلكتا مسلكا فلاحيا، وقبل وصولهما، نشب خلاف حاد بينهما سرعان ما تحول إلى شجار، قامت على إثره المتهمة بتوجيه عدة طعنات للضحية ظنا منها أنها استغلت أختها الصغرى في الفسق وفساد الأخلاق من أجل ربح المال، وهي الكلمات التي سمعتها المتهمة من الضحية وزادت في غضبها حسب أقوالها• ممثل الحق العام، أثناء مرافعته، التمس تسليط عقوبة المؤبد في حق المتهمة، فيما ركز الدفاع على شخصية المتهمة كونها طالبة جامعية في كلية الأدب وأنها المسؤولة على شقيقاتها الصغريات وأن نية القتل لم تكن تختلجها قبل القيام بالفعل، وأن ما قامت به جاء نتيجة استفزاز الضحية لها أثناء عودتهما من عاصمة الولاية ونشوب شجار بينهما انتهى إلى جريمة قتل، وذلك بداعي الدفاع عن الشرف•