وأبرز الرئيس في قمة التغيرات المناخية بكوبنهاغن، أنه ''يبدو من بين المبادئ التي اعتمدتها الاتفاقية، أن مبدأ المسؤولية المشتركة بالتباين هو المبدأ الجوهري''، مضيفا أنه ''يجب على البلدان المصنعة أن تفي بالعهود التي قطعتها على نفسها أخذا بما جاءت به الاتفاقية والبروتوكول من حيث تحويل التكنولوجيا والتمويل وتعزيز القدرات لمساعدة البلدان الأضعف جانبا، مع العلم أن جميع البلدان النامية تدخل في هذا العداد، وتمكينها من تحمل عبء التكيف مع التغيرات المناخية''• وبالنسبة للرئيس بوتفليقة ''فلا بد للبلدان المصنعة أن تضطلع، ضمن العمل الجماعي الذي تقوم به المجموعة الدولية لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق، بالريادة وتتقدم الركب بحكم مسؤولياتها التاريخية ولكونها هي وحدها القادرة على قيادة عملية واسعة النطاق لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، وصولا إلى بروز اقتصاد أخضر يفتح فرصا جديدة أمام الجميع''• ومقابل ذلك، قال الرئيس ''يجب على البلدان النامية، بدءًا بالبلدان الإفريقية، أن تتحمل نصيبها من عبء مكافحة الاحترار المناخي، وذلك بإدراج تدريجيا استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة في برامجها التنموية، وباعتماد إجراءات طوعية للتقليل وتكييف إجراءات مرهونة بالتحويلات المالية والتكنولوجية المناسبة''• واعتبر الرئيس ''اضطرابات المناخ في إفريقيا، كما في بعض مناطق العالم النامي الأخرى، أنها أصبحت جزءًا من الواقع اليومي لملايين البشر ضحايا الفيضانات والجفاف المتكرر وزحف الصحاري الكاسح، ولما ينجم عنها من تبعات متفاقمة الخطورة على الفلاحة والصحة والأمن الغذائي''، وبالتالي فإن ''الظواهر المناخية القصوى هذه مضافة لآثار الأزمة المالية والاقتصادية والغذائية هي بصدد كبح الجهود التي تبذلها البلدان الإفريقية للقضاء على الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية''، وهذا على الرغم مما حققته من تقدم لافت خلال السنوات الأخيرة في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، حيث تقرر ''إدراج التغيرات المناخية ضمن مخططاتها التنموية الوطنية وشبه الجهوية والجهوية، لكنها تبقى في حاجة إلى مساندة المجموعة الدولية لتحقيق هذه الغاية''• من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن ''الجزائر تشارك في قمة كوبنهاغن بصفتها بلدا معنيا بالتغيرات المناخية، لا سيما التصحر، كما تشارك بصفتها رئيسة المفاوضين الأفارقة للدفاع عن الموقف الإفريقي الذي أعد بمناسبة اجتماع عقده وزراء البيئة الأفارقة سنة 2008 بالجزائر العاصمة''• وقال ''وزيرنا للبيئة شريف رحماني يقود هذا الوفد بعزم كبير، ونحن نبذل كل ما بوسعنا من أجل الحفاظ على انسجام القارة الإفريقية بخصوص هذه المسألة''، مؤكدا أنه تم ''الحفاظ على هذا الانسجام إلى حد الآن''• وصرح مدلسي للصحافة بالقول ''لا شك أن اليومين القادمين سيكونان مكثفين من أجل الإبقاء على أمل الخروج من قمة كوبنهاغن بالتزامات واضحة في الحد من الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري التي يجب أن تتكفل بها أساسا الدول المتقدمة، والتزامات لا تقل وضوحا في مجال المساندة المالية والتكنولوجية لصالح الدول النامية والدول الإفريقية''• وأضاف أنه يتعين على القمة كذلك ''الحفاظ على مكاسب اتفاق كيوطو''، مشيرا إلى أن الجميع يعترف ''بضرورة تطوير الأعمال الكفيلة بالوقاية من خطر هو قائم اليوم ومعترف به من قبل الجميع، ألا وهو التغيرات المناخية وآثارها الكارثية على كوكب الأرض وإفريقيا على وجه الخصوص''•