تعد جريدة ''الأهرام العربي'' المؤسسة الإعلامية الأولى في الشرق الأوسط والثامنة في العالم، بعد أن فرضت نفسها واسمها لأزيد من قرن وربع القرن من الوجود، وقد أصدرت مؤخرا نتائج الاستفتاء الكبير الذي دأبت على الإشراف عليه منذ 12 سنة كاملة، عنه يحدثنا الرجل الثاني في هذه المؤسسة الإعلامية العملاقة، مساعد رئيس التحرير الأستاذ أشرف محمود، وعن مواضيع أخرى تكتشفونها في هذه الرحلة بين السين والجيم• أول شيء نهنئكم على استفتاء ''الأهرام العربي''، ونود أن تعطونا ولو لمحة عنه ليتعرف القراء على حيثياته؟ أشكرك على التهنئة• وبالنسبة لاستفتاء ''الأهرام'' العربي كانت بدايته عام 1998 مع العام الأول للمجلة التي تصدر عن مؤسسة ''الأهرام''، أعرق المؤسسات الصحافية في العالم عمرها 132 عاما• وهي مهتمة بالشأن العربي سياسيا واقتصاديا ورياضيا وفنيا واجتماعيا• ويتضمن الاستفتاء السنوي ل''الأهرام'' العربي، اختيار شخصية العام على الصعيد الرياضي العربي، وأصحاب الإنجازات الفردية على صعيد الرجال والسيدات من رياضيي الوطن العربي• ويعتمد الاستفتاء على آلية العمل الجماعي من خلال اختيار تشكيلة المنتخب العربي حسب مراكز اللعب، ليعكس الاختيار ثقافة العمل الجماعي في اللعبة الجماعية• كما لا يتجاهل الاستفتاء الألعاب الفردية والأحداث الرياضية والأندية، وهو مستمر منذ ذلك التاريخ، ويعتمد على الشفافية والمصداقية والحياد من خلال مجلس أمناء أتشرف بترؤسه، ويشترك فيه نخبة من الخبراء والإعلاميين من أقطار عربية عديدة من المشهود لهم بالكفاءة والحياد• إلى أي مدى تصل حيادية وموضوعية استفتاء أعرق جريدة عربية؟ أعتقد أن حكم القراء والإعلاميين وجمهور الرياضة يصب في صالح المجلة، حيث يشيدون سنويا بمصداقيتها واختياراتها التي تعلن متضمنة أسباب الاختيار• الأستاذ أشرف، هل يمكن أن يفتح استفتاء ''الأهرام'' العربي مستقبلا لاختيار أحسن اللاعبين الأجانب بالبطولات العربية ؟ الاستفتاء يرتكز في اختياراته على اللاعبين العرب الذين يلعبون في الدوريات العربية• أما اللاعبون الأجانب الذين يلعبون في الدوريات العربية فسيتم اختيار أفضلهم بدءا من الموسم المقبل، أسوة بما يحدث مع اللاعبين العرب المحترفين في الخارج• وسيتم أيضا اختيار أفضل مدرب أجنبي في الدوريات العربية• الكثير من المتتبعين لم يتوقعوا اختيار لاعبين جزائريين ضمن قائمة المنتخب الذهبي•• ما تعليقكم؟ ولماذا يغيب نجوم الجزائر عن الاستفتاء، المجلة ترى بعين الحياد وتنظر لجميع اللاعبين بعيدا عن جنسياتهم ولا يهمها سوى إبداعهم وإنجازاتهم، وإذا كنت تلمحين إلى الأحداث التي جرت في أم درمان على هامش مباراة مصر الجزائر الفاصلة، وما حدث للمصالح المصرية في الجزائر، فهذه نقرة وتلك أخرى• نحن يحكمنا ضمير مهني، ولاعبو الجزائر لا علاقة لهم بهذه الأحداث ولا يمكن لمنصف أن يتجاهل تألقهم ويثني على أدائهم• وبالمناسبة، فإن اختيار الوناس فاواوي وخالد لموشية فقط لا يعني أن الآخرين غير متفوقين، ولكن عدم اختيارهم يرجع لكونهم محترفين في أوروبا ولا يلعبون في الدوريات العربية• لا حطنا اختيار المغربي مروان الشماخ الأفضل عربيا• هل لنا أن نعرف المعايير المتبعة رغم أن الشماخ لم يتألق رفقة أسود الأطلس؟ سؤال جيد، وبالمناسبة كان مجيد بوفرة وعنتر يحيى أبرز المنافسين لمروان الشماخ، لكن ما منح اللقب للشماخ أنه ورغم عدم تألقه مع أسود الأطلس ألا أنه حقق نجاحا لافتا للنظر مع فريقه بوردو الفرنسي في فرنسا ودوري أبطال أوروبا، وكما جاء في حيثيات منحه اللقب أنه استفاد من موقفه المتعاطف مع القضية العربية ورفضه اللعب في الكيان الصهيوني رغم أهمية المباراة في دوري أبطال أوروبا• هل يمكن اعتماد رأي الجماهير في اختيارات ''الأهرام العربي''؟ نحن نرى أن رأي الجمهور سيفتح الباب أمام التعصب والاختيارات المنتمية المتحيزة بعيدا عن المصداقية والموضوعية والحياد، وبالتالي يفقد الاستفتاء قيمته وسمعته التي يفاخر بها• في إحدى مداخلاتكم عبر واحد من أكثر البرامج المتابعة عربيا، ركزتم على القول إن ''الأهرام العربي'' رمز من رموز الصحافة العربية، لذا فإنه من غير اللائق التلاعب باستفتائها ؟ نعم استفتاء ''الأهرام العربي'' الذي يستمد مصداقيته من مصداقية المؤسسة العريقة التي ينتمي إليها، وهي ذات صيت ذائع ليس على الصعيد العربي فقط، ويكفي أن تعرفي أنها المؤسسة الإعلامية الأولى في الشرق الأوسط والثامنة في العالم من حيث الاستثمارات، فهي ليست مجرد مؤسسة تصدر صحفا ومجلات• ما هي المعايير المعتمدة في اختيار أفضل برنامج رياضي عربي خاصة وأن ''صدى الملاعب'' مثلا توج لرابع مرة منذ بداية الاستفتاء قبل 12 سنة؟ أكبر دليل على مصداقية الاستفتاء اختيار برنامج غير مصري رغم الزخم المصري الفضائي، لكن برنامج ''صدى الملاعب'' يغرد خارج السرب بتنوعه وشموليته ومتابعته للأحداث الرياضية العربية بإيقاع سريع ومضمون متميز يحسب لأسرته على صعيد الإعداد والتقديم والإخراج والمراسلين، فاستحق الفوز أربع مرات متتالية• ما رأيكم في الإعلام الرياضي العربي بكل وسائله؟ الإعلام الرياضي العربي يعيش مرحلة الكم وليس الكيف، إذ تعددت الإصدارات وكثرت المنابر الإعلامية، لكن من دون إضافة حقيقية للمهنة، في ظل دخول من لامهنة لهم مجال الإعلام، بل والسيطرة عليه، فاختلط الحابل بالنابل وبرز صوت الجهلة في عدد من هذه المنابر، واحتار المتابع الذي اختلط عليه الأمر وتوارى صوت الحقيقة• من هنا فإن الدعوة للالتزام بميثاق الشرف الإعلامي والضمير المهني أمر ضروري يجب أن نبادر به ونتمسك لنحافظ على البقية الباقية من ضمير المهنة ونحميها من الدخلاء والمهووسين• الأستاذ أشرف، أنتم أمين عام الرابطة العربية للصحافة الرياضية، هل على مستوى هذه المنظمة تفكرون في إرساء ضوابط للإعلام الرياضي العربي حتى لا يتكرر السجال الذي تزامن مع مباراتي الجزائر - مصر؟ حاولنا ونحاول بالتعاون مع الشرفاء في البلدين من الإعلاميين والمسؤولين، ويمكن الرجوع إلى معالي كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال في الجزائر، الأديب الصديق العزيز عز الدين ميهوبي، ليخبرك عن دورنا ومحاولاتنا حتى في أحلك لحظات الأزمة التي ندعو الله أن تنمحي من ذاكرتنا وتعود المياه إلى مجاريها بين الجماهير في البلدين العربيين الشقيقين، لأننا نؤمن أن مابين مصر والجزائر أكبر ليس من مباراة كرة قدم أو بطاقة تأهل إلى المونديال، بل أكبر من المونديال نفسه• لأنها وببساطة علاقة تزاوج فيها الدم المصري مع الدم الجزائري في ميادين الشرف والفخار• واسمحي لي أن أنتهز الفرصة لأطالب المسؤولين في البلدين بضرورة سرد التاريخ المشترك والنضال المشرف للبلدين حتى يتعرف الجيل الجديد الذي تركناه عرضة للمهووسين ليتلاعبوا بعقله، وليعرفوا حقيقة مابين البلدين من علاقات وطيدة• بعد شهر من الآن ستتشرف مصر باستضافة بطولة أمم إفريقيا لكرة اليد والجزائر ستكون حاضرة•• ماذا أعدت رابطتكم لتفادي سيناريو محتمل لما حدث السنة الماضية؟ سيحل المنتخب الجزائري ضيفا عزيزا في بلده الثاني مصر، لأنه لا يصح إلا الصحيح، ولأن الجمهور المصري يسعى إلى إبراز تحضره في التعامل مع الرياضة وآدابها ومبادئها التي تدعو إلى التسامح والتنافس الشريف، وسنستقبل زملاءنا الإعلاميين الجزائريين ونساعدهم على أداء مهمتهم في مصر بيت العرب• حاورته سامية• ب