جدد أمس وزير الخارجية، مراد مدلسي، معارضة الجزائر جملة وتفصيلا إدراج رعاياها ضمن إجراءات التنقل المتشددة الجديدة التي فرضتها أمريكا وفرنسا، معتبرا أنه كيل بمكيالين تجاه الجزائر، التي تأمل تغير الموقف على خلفية تحركاتها الدبلوماسية الأخيرة في أقرب وقت، ومن خلال زيارة مرتقبة لوزير العدل الأمريكي ووزير الخارجية الفرنسي في فيفري المقبل· كما تحدث الوزير عن مجهودات تبذلها الجزائر لإدراج قرار منع الفدية ضمن أشغال الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة بعد أن تبنى مجلس الأمن القرار مؤخرا· تناقض موقف واشنطن وكيلها بمكيالين وراء استدعاء السفير الأمريكي جدد مراد مدلسي أمس، في تصريح لحصة ''تحولات'' بالقناة الإذاعية الأولى، الموقف الجزائري الرافض لإدراج الرعايا الجزائريين ضمن إجراءات التنقل الجديدة التي فرضتها واشنطن على 14 دولة، ومعها فرنسا ب28 دولة قد توسع إلى 30 دولة، حيث أوضح أن القرار ''غير سليم''، واصفا إياه بالاصطناعي ولا يحمل أي آفاق واعدة، ما جعله يصرح بأن ''الجزائر تعارض جملة وتفصيلا إدراجها ضمن الدول المعنية بإجراءات التنقل الأمريكيةالجديدة''· واعتبر مدلسي الاجراء تطبيقا واضحا لسياسية الكيل بمكيالين التي تنتجها واشنطن تجاه الجزائر، في إشارة إلى التناقض بين إشادتها بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب من جهة، وتصنيف رعاياها كمصدر خطر على الأمن الأمريكي من جهة أخرى· كما عبر مسؤول الدبلوماسية الجزائرية عن رغبة الجزائر في تغيّر الموقف الأمريكي والفرنسي تجاه الرعايا الجزائريين في أسرع وقت ممكن، على خلفية التحركات الدبلوماسية الأخيرة، خاصة بعد استدعاء السفير الفرنسي في 5 جانفي الجاري ومراسلته وزير خارجية، بيرنار كوشنير، بالإضافة إلى استدعاء سفير واشنطن أمس الأول، وسلسلة من المباحثات أجراها السفير الجزائريبواشنطن، عبد الله باعلي، مع عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية· وأضاف مدلسي أن الأمل في إقناع واشنطن وباريس يبقى قائما، خاصة وأن الجزائر تستعد لزيارة رسمية يقوم بها وزير العدل الأمريكي وبعثة جمركية لتعزيز العلاقات القانونية والتشريعية بين البلدين، إضافة إلى زيارة رسمية، من المقرر، أن يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي الى الجزائر في فيفري المقبل، بعد أن تم تأجيلها مؤخرا، وهي الزيارة التي تندرج، حسب المتتبعين، ضمن محاولات باريس لإعادة الدفء الدبلوماسي مع الجزائر، لاسيما بعد أن عرفت العلاقات بين البلديين مدا وجزرا أواخر ,2009 إلى جانب تحضيرات أخرى لزيارة من المقرر أن يؤديها الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، إلى باريس، دون أن يتم الكشف بعد عن موعدها· وعن مستقبل العلاقات بين الجزائر وباريس، أوضح مدلسي أنه بات من الضروري إعادة تصنيف هذه العلاقة، داعيا باريس لاستعمال كل قدراتها لإخراج التاريخ بصورة نظيفة، لاسيما ما تعلق بإعادة إرجاع الأرشيف المتعلق بالجزائر، ومعالجة مخلفاتها النووية، التي لاتزال آثارها سلبية ومؤلمة إلى الآن، حسب تعبيره· من جهة أخرى، أشاد وزير الخارجية بالبداية القوية للدبلوماسية الجزائرية في 2010 من خلال زيارة دولة أداها الرئيس بوتفليقة لإسبانيا مؤخرا، وهي الفرصة التي كللت بتعزيز العلاقات مع مدريد بعدد من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية، لاسيما وأن الجزائر تسعى إلى توسيع علاقاتها الطاقوية وفتح مجال الاستثمار خارج المحروقات· كما عبر عن تفاؤله بمستقبل أفضل في العلاقات مع مدريد، خاصة وأن الجزائر رافعت لصالح مبدأ حرية تنقل رعاياها وتحسين أوضاعهم المعيشية هناك· اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لم ''يغير الأمور'' وعن الدور الذي تؤديه الجزائر ضمن مجموعة'' 5+,''5 أوضح مدلسي أن الجزائر تسعى لرئاسة هذا الفضاء في اجتماع بالجزائر قريبا· وفي سياق آخر، انتقد مدلسي نتائج اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي قال بشأنه أنه لم ''يغير الأمور''، مستدلا بنسبة 55 بالمائة من الواردات الأوروبية نحو الجزائر، التي لا تزال تنتظر من أوروبا تطوير استثماراتها بالجزائر· وفيما يخص بناء صرح الاتحاد المغاربي، جدد مدلسي تمسك الجزائر بضرورة إعادة النظر في منهجية التعامل ومعالجة اهتمامات الدول دون الرجوع لملف الصحراء الغربية، الذي ينبغى أن يحل وفق أطره الشرعية· أما عن القمة المقبلة للجامعة العربية بليبيا، فقال الوزير إن الجزائر لا تعارض فتح ملف إعادة هيكلة المنظمة انطلاقا من قرارات دورة الجزائر، إن لمست الجزائر رغبة لدى قادة الدول العربية، في إشارة إلى مطلب تدوير منصب الرئاسة والمسؤوليات· كما انتقد الوزير مدلسي استمرار العراقيل وغياب الحكمة في سير الدبلوماسية الدولية، لاسيما أمام الملفات الحساسة، كالقضية الفلسطينية، والدفاع عن السلم، بالإضافة إلى مسائل التنمية الدولية، واختتم الوزير حديثه بأمل الجزائر في نجاح الرئاسيات المقبلة للسودان، التي من شأنها تعزيز استقراره وترقية العلاقات الثنائية، خاصة وأنها عرفت في المدة الأخيرة انتعاشا، مشيرا إلى إعداد أجندة جزائرية سودانية مكثفة في هذا الشأن·