إدراج الجزائر في القائمة تناقض صارخ مع المواقف الأمريكية

أكد معارضة الجزائر لقرار امريكا وفرنسا مدلسي يؤكد:

أكد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية بأن القرار المتخذ من قبل امريكا مؤخرا والقاضي بادراج الجزائر ضمن قائمة الدول التي يخضع رعاياها للتفتيش عن طريق »الماسح الالكتروني« مرفوض ويعد تناقضا صارخا ومواقف هذه الدولة التي اشادت بدور الجزائر في مكافحة الارهاب وخبرتها في المجال، وفي سياق متصل كشف ذات المسؤول عن تأخير زيارة نظيره الفرنسي برناركوشير المقررة في غضون الشهر الجاري الى فيفري الداخل، وعن توجيه مراسلة له تحتج فيها الجزائر رسميا على فرنسا بعدما حدت حذو امريكا تأتي هذه الخطوة بعد استدعاء سفيري البلدين في وقت سابق، ومن جهة اخرى دعت الجزائر الى عدم تقديم فدية لتفويض الارهاب.
شدد مدلسي لدى نزوله امس ضيفا على حصة »تحولات« الاذاعية على ضرورة حل المشاكل الدبلوماسية التي تعترضنا عن طريق التحاور مع الاطراف المعنية، مشيرا الى ان الدبلوماسية الجزائرية لاتعلن في كل مرة عن الاجراءات التي تقوم بها وبخصوص القرار الامريكي الاخير الذي اثار موجة من الاشياء كون امريكا تشيد في كل مرة بالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب وبمواقفها اتجاهه، اوضح مدلسي بأن الخارجية استدعت السفير الامريكي بالجزائر، كما قام سفيرها بعدة اتصالات بنيويورك ولم يتوان في التأكيد بانه يعد تناقضا صارخا ومواقفها.
وبعد ان اشار الى ان الجزائر لاتكشف في كل مرة عن الحلول التي تبحثها لمشاكلها الدبلوماسية، قدم مدلسي عدة توضيحات تخص العلاقات مع مختلف الدول، مؤكدا بانه لايمكن قطع العلاقات بعد اي حادث دبلوماسي اذ يجب الأخذ بعين الاعتبار مصالح الدولة، ولابد ان يدرج في اطاره العام.
واكد مدلسي في السياق ذاته ترقب زيارات لوفود امريكية ليس من أجل معالجة هذا المشكل وانما تندرج في إطار تعزيز العلاقات القانونية حيث ينتظر ان يحل وزير العدل الامريكي بالجزائر لتوقيع اتفاقية، كما ينتظر ان يحل وفد آخر لتوقيع اتفاق في قطاع الجمارك وكذا وفود من رجال الاعمال.
وتوقع مدلسي ان تراجع امريكا موقفها الأخير لاسيما وان هناك تحركات في هذا الاتجاه جزائرية وغير جزائرية، واستنادا اليه فإن الجزائر في انتظار رد فعل سريع ومتوازن، وقبل ذلك ورغم انه اشاد بنجاعة الدبلوماسية الجزائرية، الا أنه لابد من التواضع برأيه لأن المشاكل عويصة جدا من سداسي الى آخر ونفس المشاكل مطروحة يجعلنا نتساءل اضاف يقول مدلسي عن نجاعة الدبلوماسية في العالم كونها تحمل الكثير من النقائص الفادحة والتقصير في الدفاع بقوة عن السلم والتنمية والتوازن.
وفيما يخص موقف فرنسا التي حذت حذو امريكا فان الجزائر استدعت سفيرها، كما راسل مدلسي نظيره الفرنسي اعرب فيه عن استياء الجزائر من هذا الموقف، وفيما يخص زيارة هذا الاخير فإنها ستتأخر الى فيفري نظرا لبعض المشاكل العالقة ولن يحل كوشنير بالجزائر إلا بعد حلها، وذكر مدلسي في هذا السياق مسألة استرجاع الارشيف الوطني مؤكدا بان على فرنسا بذل المزيد من الجهود كما ان عقد قمة بين رئيس البلدين مرتبط بحل المشاكل لكن هناك عمل مشترك بين الجانبين.
وتطرق الوزير بإسهاب الى الزيارة التي قادت مؤخرا رئيس الجمهورية الى اسبانيا والتعاون بين البلدين، وبعدما اشار الى انها اول زيارة في ظل رئاسة البلد للاتحاد الاوروبي، ذكر بالتعاون الذي سيكلل بتدشين مشروع »مادغاز« خلال السنة الجديدة والذي ستزود الجزائر من خلاله اسبانيا ب 8 ملايير متر مكعب من الغاز بالاضافة الى تكفل شركة جزائرية بالتوزيع، وفي هذا الشأن اشاد بافتكاك الجزائر لمكسب دبلوماسي مهم بالتنسيق مع بريطانيا طالبت من خلاله الدول بعدم دفع الفدية لوقف تمويل الارهاب وتقويضه بالاضافة الى التنسيق مع اسبانيا لتحضير لقاء 5 + 5 مع اسبانيا باعتبارها رئيسة الاتحاد الاوروبي حول حماية البيئة.
وينتظر ان يعرض القرار الجديد الذي تبناه مجلس الامن على الجلسة العامة لهيئة الامم المتحدة وسيكون فعال لتقويض الارهاب في الساحل وفي دول اخرى، كما أكد بأن الجانب الانساني يكتسي أهمية بالغة ولهذا تم التركيز عليه لاسيما مايتعلق بظروف اقامة الجالية والحصول على التأشيرات بسهولة وهو أمر وافقت عليه اسبانيا مبدئيا حسبما اكد مدلسي في انتظار تجسيد هذه الارادة من خلال نصوص قانون تصدر هذا العام.
وفيما يخص عقد قمة 5 + 5 للتعاون بين ضفتي المتوسط وقمة الاتحاد من أجل المتوسط في غضون السداسي الجاري، قال مدلسي بان البيئة اصبحت الشغل الشاغل للحكومات ولكن كذلك للمنظمات والشعوب والتعاون بحجم التعاون الاقتصادي لحماية البيئة، وفيما يخص اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي الذي مر عليه 3 سنوات، اوضح ذات المسؤول بأنه لايوجد تطور كبير في الواردات يستحق الذكر، حيث انها لم تتجاوز 55 بالمائة، ولم يخف بان الجزائر كانت وماتزال تنتظر من الاوروبيين مشاركة أقوى من خلال الاستثمارات منها الزراعة والصناعة الزراعية ومواد البناء في الخدمات باعتبارها محرك الاقتصاد وخلص الى القول الى ان تواجده غير كاف.
ولدى تطرقه الى مسألة الاتحاد المغاربي اكد ضرورة اعادة النظر في المنهجية المشتركة بين الدول التي لابد من تجديدها لعدة اسباب، منها النظرة للمنطقة على المستوى السلبي اذ لابد من معالجة المسألة والتنمية الشاملة للعلاقات البشرية دونما اللجوء بطريقة آلية الى قضية الصحراء الغربية، ولعل النقطة الايجابية التي تحتسب للجزائر دفعها الى الامام مشروع تكامل يغطي النسيج الاقتصادي الذي لابد أن لايقتصر فقط على التجارة، وقد اثبتت نتائج دراسة لمكتب مختص نجاعته وتقرر تكوين افواج عمل تنشط مع الحكومات على حدى لتطبيعه وعرضت النتائج على اجتماع وزراء الخارجية، اما فيما يخص قضية الصحراء الغربية اوضح بأن لها جانبين السياسي والإنساني ولابد من الأخذ بعين الاعتبار وضعية الأشخاص وهناك مجهودات تبذل على مستوى الأمم المتحدة والجزائر تساند مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وعلى الصعيد العربي والتطورات السلبية لاسيما القضية الفلسطينية أقر مدلسي ضرورة المصالحة بين الفلسطينيين لتقوية الموقف العربي ليكونوا قوة تقدم الحلول، وفيما يخص تنامي ظاهرة الارهاب في اليمن اكد مدلسي وجود ارضية قانونية للتعاون العربي لمكافحة الارهاب صدرت قبل سنة وهناك اجتماعات دورية لوزراء الداخلية والعدل العرب لتقييم الاوضاع، مذكرا بأن ظاهرة الارهاب تعود الى اسباب تاريخية واضحة لاعلاقة للعرب والمسلمين بها.
واكد مدلسي عزم الدول المغاربية على انجاح القمة العربية المرتقبة في مارس التي تحتضنها ليبيا من خلال معالجة قضايا ذات ثقل منها الشرق الاوسط وفلسطين، وفيما يخص هيكلة الجامعة العربية اكد عدم معارضة الجزائر في حال ابدت الدول العربية رغبتها في ذلك مضيفا بانه ينبغي ان لايقتصر نشاطها على الجانب السياسي ويأخذ بعين الاعتبار طموحات العرب.
جذير بالذكر ان مدلسي اكد بأنه لم تبرمج قمة بين الرئيسين الجزائري والسوداني لكن سيعقد اجتماع للجنة المختلطة بالسودان في فيفري الداخل، وستشكل الانتخابات في السودان أهم نقطة في جدول اعمال اجتماع قمة الاتحاد الافريقي وتقديم إعانة لها مثلها في ذلك مثل الصومام بالاضافة الى التطرق الى مسائل أخرى منها مايخص مدغشقر وغينيا.